بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

العدوّ الإسرائيلي يصعد من استهداف أصوات الحقيقة

December 18, 2023

إن هذه الجرائم الأخيرة هي جزء من الجرائم المتسلسلة التي يتبعها العدو الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين الذين يغطون الأحداث ويكشفون عن وحشية إسرائيل كنظام استعمار استيطاني وأبارتهايد يمتد لأكثر من 75 عاماً. ومع ذلك، لا تزال التغطية الإعلامية الغربية عنصرية، تشيطن الفلسطينيين وتجردهم من إنسانيتهم، بينما تواصل دعم الإبادة الجماعية.

فلسطين المحتلة 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023 – في خضم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة بحق 2.3 مليون فلسطيني في غزة، بشراكة كاملة مع حكومة وإعلام الولايات المتحدة ودعم من معظم الأنظمة الغربية الاستعمارية، قام الفلسطينيون بوداع مصور الجزيرة الموهوب سامر وائل أبو دقة، الذي اغتيل بشكل متعمد في غارة جوية إسرائيلية، بعد أن عرقلت القوات الإسرائيلية وصول فرق الإسعاف إلى سامر لأكثر من 5 ساعات، وتركته ينزف حتى الموت، وهي سياسة يستخدمها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الجرحى منذ عقودٍ طويلة. ويأتي هذا الاستهداف اليوم ليذكرنا باغتيال قوات الاحتلال الصحفية شيرين أبو عاقلة العام الماضي حين كانت تغطي الأحداث في مدينة جنين المحتلة.

كان سامر يصرخ طلباً للمساعدة بعد إصابته بجروح بالغة في القصف الإسرائيلي، وأثناء محاولة إنقاذه قُتِل ثلاثة من طواقم الدفاع المدني بنيرانٍ إسرائيلية مباشرة وأصيب ضمنهم الصحفي المخضرم وائل الدحدوح، وجميعهم كانوا يرتدون زيهم المهني. وكانت قد أظهر بحث للاتحاد الدولي للصحفيين أن 72%؜ من الصحفيين الذين قتلوا أثناء عملهم في عام 2023 قتلوا في غزة. 

ودّع الصحفي الجريح الدحدوح، والذي قتلت عائلته سابقاً في غارة إسرائيلية بعد تهديدات له، زميله سامر قائلاً: "على الرغم من التنسيق المسبق، فقدنا سامر في هجوم همجي استهدفنا مباشرة، عزاؤنا هو أننا سنكمل حمل هذه الرسالة الإنسانية النبيلة وسنواصل القيام بواجبنا بأفضل قدر من المهنية والموضوعية والشفافية. وعلى الرغم من الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت حياة أكثر من 80 صحفياً فلسطينياً والتي استهدفت أيضاً أسرهم ومكاتبهم وسياراتهم بشكل مباشر. فهذا هو الحال بالنسبة لقطاع غزة كاملاً، ولكننا سنواصل واجبنا وسنحمل رسالتنا".
سعى العدو الإسرائيلي منذ بداية عدوانه الإبادي على قطاع غزة إلى قمع تغطية فظائعه من خلال اعتماده على استراتيجية بشقيّن: أولاً منع وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة، وثانياً اغتيال الصحفيين الفلسطينيين الأكثر تأثيراً في غزة بعد تهديدهم بأنه سيستهدفهم هم وعائلاتهم في حال لم يتوقفوا عن التغطية، كما ذكر العديد من الصحفيين الفلسطينيين.

وضمن جرائم العدو الإسرائيلي المستمرة بالتنكيل بسكان القطاع، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسل ومدير مكتب "العربي الجديد" في غزة، ضياء الكحلوت، من شارع السوق في بيت لاهيا، مع أشقائه ومجموعة من المدنيين الفلسطينيين الذين أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح أثناء اعتقالهم وتصويرهم، لنرى الكحلوت في مقطع فيديو مؤلم بجانب عشرات الفلسطينيين.
إن هذه الجرائم الأخيرة هي جزء من الجرائم المتسلسلة التي يتبعها العدو الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين، والصحفيين الدوليين بدرجة أقل، والذين يغطون الأحداث ويكشفون عن وحشية إسرائيل كنظام استعمار استيطاني وأبارتهايد يمتد لأكثر من 75 عاماً. ومع ذلك، لا تزال التغطية الإعلامية الغربية عنصرية، تشيطن الفلسطينيين وتجردهم من إنسانيتهم، بينما تواصل دعم الإبادة الجماعية.
ويؤكد مسؤول سابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة قائلاً: "إن العرض المتكرر وغير النقدي للبروباغندا الإسرائيلية الكاذبة والمهينة للإنسانية من قبل وسائل الإعلام الغربية ليست صحافة ’قذرة‘ فحسب، إنما هي دعاية للحرب وتحريض على الإبادة، ويجب محاسبتهم عليها كما حوسب الإعلاميون في محاكم نورمبرغ ورواندا سابقاً".

وفي ذات السياق، ووفاءً لدماء صحفيينا الفلسطينيين/ات، تذكّر اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل بمعايير مناهضة التطبيع في الإعلام التي تنص على: "إن استضافة وسائل الإعلام العربية (الناطقة بالعربية) والفلسطينية (الناطقة بأي لغة) لشخصيات إسرائيلية تمثّل حكومة أو مؤسسات الاحتلال أو تدافع عن الصهيونية والجرائم الإسرائيلية التي تُقترف بحق شعبنا وأمتنا تعدّ تطبيعاً، وكذلك، بالنتيجة، تعد مشاركة أي شخصية عربية (بما فيها فلسطينية) في تلك اللقاءات التطبيعية تطبيعاً".

تتطلب العدالة أكثر بكثير من مجرد إدانة، من أجل سامر وضياء وشيرين وعشرات الآلاف من الشهداء والمصابين على يد العدو الإسرائيلي، علينا مواصلة الضغط من أجل ضمان عدم عودة العالم للتعامل مع العدوّ الإسرائيلي وكأنه طبيعي، فهو نظام استعماري غير طبيعي، ولا بد من نبذه عالمياً على هذا الأساس. على الإعلاميين ووسائل الإعلام عالميا اتخاذ إجراءات ملموسة للمحاسبة والمساءلة تشمل:

  1. إنهاء جميع أشكال التواطؤ مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي بما في ذلك إنهاء العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية المتورطة في الجرائم الإسرائيلية.

  2.  دعم قضية الاتحاد الدولي للصحفيين أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل الممنهج للصحفيين الفلسطينيين، وتصعيد الضغط من أجل الإفراج عن الصحفيين المعتقلين.

  3. التعهد باحترام المبادئ التوجيهية للصحافة الأخلاقية والمهنية التي وضعتها نقابة الصحفيين الفلسطينيين واللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل.

  4. التعهد بالتركيز على الأصوات الفلسطينية وتغطية شهود العيان الفلسطينيين بدلاً من استضافة المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي.

December 18, 2023
/

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now