حملة عالمية

المقاطعة الزراعية

مقدمة

تعتبر الزراعة بالنسبة للفلسطينيين أكثر من مجرد إنتاج الزيتون والحمضيات وغيرها من المنتجات الطازجة أو تربية المواشي، حيث أن الزراعة مرتبطة بهوية الشعب الفلسطيني وتاريخه ومقاومته للاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي.

وتلعب شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية مثل "ميهادرين" Mehadrin و"إيدوم" EDOM دوراً كبيراً في تدمير إسرائيل للزراعة الفلسطينية وانتزاع ملكية المزارعين الفلسطينيين لأراضيهم لغايات توسيع المستعمرات الإسرائيلية.

ولعب الحشد الدولي ضد شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية دوراً هاماً في انهيار الشركة الإسرائيلية "أغريكسكو" Agrexco سنة 2011 عندما تم إقناع متاجر في دول عدة بالتوقف عن بيع منتجاتها المختلفة. وغالباً ما يتذمر المصدرون الإسرائيليون من ازدياد صعوبة تصدير منتجاتهم.

BDS

لماذا؟

تدمير إسرائيل للزراعة الفلسطينية

يعاني المزارعون الفلسطينيون من وطأة إقدام إسرائيل على مصادرة أراضيهم وعمليات الهدم وسرقة المياه. ويواجه الفلسطينيون الذين لا يزال بمقدورهم الوصول إلى الأراضي والمياه قيوداً عديدة وعنفاً منهجياً من قبل الاحتلال.

وتعتبر شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية مثل "ميهادرين" و"هاديكلايم" من المستفيدين الرئيسيين من تدمير الزراعة الفلسطينية. حيث تعمل هذه الشركات في المستعمرات الإسرائيلية غير القانونية وتصدر البضائع منها، مستخدمة الأراضي الفلسطينية المسلوبة والمياه المسروقة. كما وتستفيد من الحصار الإجرامي المفروض على غزة.

حين تبيع المتاجر حول العالم البضائع التي تصلها من شركات التصدير الإسرائيلية، فإنها تستفيد بشكل مادي من وتسهم في تمويل استمرار تواجد المستعمرات الإسرائيلية وتوسعها واستعمار إسرائيل للأراضي والموارد الفلسطينية.

ويوضح تقرير المقاطعة الزراعية الذي نشرته المنظمات الفلسطينية سنة 2013 هذه المسائل بالتفصيل. كما وأطلقت هذه المنظمات نداء للتحرك من أجل تعزيز المقاطعة الزراعية.

اكتشف/ي المزيد

تم تصميم الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة لخلق نقص في الغذاء ومنع المزارعين من الوصول إلى المعدات الزراعية الأساسية وتصدير المنتجات الطازجة. ولا يسمح للصيادين بالصيد أبعد من 3 أميال عن ساحل قطاع غزة المحتل، وغالباً ما يتعرضون لإطلاق النار من البحرية التابعة لجيش الاحتلال. وتقع أكثر من 30% من الأراضي الزراعية في غزة في "المنطقة العازلة" المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهي أراض لا يسمح بالوصول إليها حيث تمتد على طول الشريط الحدودي الشمالي والشرقي لقطاع غزة. وعادة ما يتعرض الفلسطينيون الذين يدخلون تلك المناطق لإطلاق النار.

إن السبب الرئيسي الذي يُبعَد من أجله المزارعون الفلسطينيون عن أراضيهم في الضفة الغربية هو توسيع وزيادة عدد المستعمرات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المسلوبة. وغالباً ما يفصل المزارعين عن أراضيهم بواسطة جدار الضم والفصل العنصري أو حواجز أخرى، ونادراً ما تسمح لهم سلطات الاحتلال بالوصول إلى أراضيهم وغالباً لا تسمح بذلك أبداً. وتتحكم إسرائيل بمصادر المياه في الضفة الغربية وتمنع المزارعين من الوصول إليها. ويواجه المزارعون الفلسطينيون عنفاً ومضايقة شديدين من جنود الاحتلال والمستوطنين أثناء عملهم في أراضيهم أو قطف الزيتون والفواكه وغيرها.

تعتبر شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية مثل "ميهادرين" و"هاديكلايم" من المستفيدين الرئيسيين من تدمير الزراعة الفلسطينية. حيث تعمل هذه الشركات في المستعمرات الإسرائيلية غير القانونية وتصدر البضائع منها، مستخدمة الأراضي الفلسطينية المسلوبة والمياه المسروقة. كما وتستفيد من الحصار الإجرامي المفروض على غزة.

وتعتبر عدة مستعمرات إسرائيلية منتعشة اقتصادياً فقط بسبب عمل شركات مثل "ميهادرين" فيها، حيث تمكن هذه الشركات المستعمرات من تصدير منتجاتها إلى المتاجر في أوروبا وغيرها من الدول.

ويوفر تقرير المقاطعة الزراعية الصادر سنة 2013 معلومات بشأن مجموعة واسعة من شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية وتواطؤها في تدمير الزراعة الفلسطينية.

"ميهادرين"  – تمتلك شركة التصدير الإسرائيلية الكبرى "ميهادرين" وتُشغّل العديد من المزارع المقامة على الأراضي الفلسطينية المسلوبة في الضفة الغربية. ولديها عدة شركات فرعية في أوروبا وعدد كبير من العقود مع عدد من سلاسل المتاجر، بما في ذلك متجر "تيسكوز" Tescos في المملكة المتحدة.

"هاديكلايم" – تشمل "هاديكلايم"، وهي تجمع لمزارعي التمر الإسرائيليين، مزارعي التمور في المستعمرات الإسرائيلية، وتصدر الشركة منتجاتها إلى المتاجر في كافة أنحاء العالم بمن فيها الوطن العربي. وكثيراً ما تضع على منتجاتها "إنتاج إسرائيل" أو "إنتاج جنوب أفريقيا" بطريقة مضللة.

يمكنكم قراءة المزيد عن هذه الشركات في تقرير المقاطعة الزراعية أو في تقرير "صنع في إسرائيل" لمنظمة "من المستفيد" Who Profits.

ولأن الشركات الإسرائيلية تدرك بأن الأغلبية العظمى من الشعوب العربية هي بالفطرة مقاطعة لمنظومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري، تتعمد الشركات الالتفاف على هذا الوعي من خلال إنشاء أو التعامل مع شركات وسيطة مسجلة في دول أوروبية أو أفريقية أو آسيوية ومنها:

"هازيرع" Hazera - "هازيرع" هي شركة إسرائيلية ريادية في مجال البذور، ولديها مقر في هولندا واتفاقية شراكة مع التعاونية الفرنسية "لاميجارين"، بالاضافة إلى شركات فرعية في أكثر من 12 دولة حول العالم. فهي تستخدم مقرها في هولندا وشراكتها مع لاميجارين الفرنسية لتصدير وتسويق البذور إلى الوطن العربي، بما في ذلك إلى الأردن ومصر والمغرب. ونادراً ما يعلم المزارعون أن مصدر إنتاج البذور وحقول التجارب المستخدمة لتطوير آلية الإنتاج تقع في النقب.

شركة "نان دان جين" Naan Dan Jain - وهي شركة إسرائيلية تم بيعها لشركة هندية في عام 2007 وتسوق الشركة نفسها بأنها مصدر عالمي لتكنولوجيا وخدمات الري. ويقع مقرها في كيبوتس "نان" بالقرب من الرملة، وهو أكبر كيبوتس من حيث التعداد السكاني في دولة الاحتلال.  وتوفر هذه الشركة الخدمات لمزارع المستعمرات في غور الأردن وجبل الخليل والجولان السوري المحتل. تعمل الشركة في أكثر من مئة دولة حول العالم وتعمل في الوطن العربي من خلال شركاتها الفرعية. فعلى سبيل المثال، تقوم الشركة الفرعية التابعة لها في فرنسا بإدارة أعمالها في تونس والجزائر، أما في المغرب فتعمل من خلال فرعها في أسبانيا. كما وتعمل مباشرة من خلال الشركة الأم في مصر وليبيا والسودان.

"نتافيم" Netafim - شركة إسرائيلية متخصصة في تكنولوجيا الري ومقرها في كيبوتس "هاتزيرم" في النقب، حيث توفر الشركة الخدمات والتكنولوجيا للمستعمرات الإسرائيلية لا سيما المحيطة بمدينة الخليل. ويتطوع موظفوها مع جيش الاحتلال، وتقيم هذه الشركة أعمالها في مصر من خلال شركة مصرية اسمها "سيف الزراعة"، كما ولديها أعمال في المغرب أيضاً.

أصدرت كافة المؤسسات الزراعية الفلسطينية الكبرى نداءً للتحرك بتاريخ 9 شباط 2013 لإنهاء التجارة مع المستعمرات الإسرائيلية غير القانونية وشركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية. وأُطلق النداء بالتزامن مع تنظيم سلسلة من التظاهرات في غزة وفي 40 مدينة أوروبية.

كما وأصدرت هذه المؤسسات تقريراً يهدف إلى تسليط الضوء على تدمير إسرائيل الممنهج للزراعة الفلسطينية وتواطؤ الشركات الزراعية الإسرائيلية في هذا التدمير.

وكثيراً ما تكذب شركات التصدير الإسرائيلية بشأن منشأ منتجاتها، وتشارك شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي بشكل مباشر. وقد أفادت تقارير صحفية بأن إسرائيل تستفيد من معاهدات السلام مع الأردن ومصر بإعادة تصدير منتجاتها إلى دول عربية، لاسيما إلى دول الخليج، عن طريق تغيير بطاقة البيان التي تظهر بلد المنشأ للمنتج.

إن وضع علامة على المنتجات بأنها من المستعمرات غير القانونية ليس كافياً. حيث تزداد الضغوطات على الحكومات لحظر التجارة مع كافة شركات تصدير المنتجات الزراعية الإسرائيلية المتواطئة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.

ترى المنظمات الزراعية الفلسطينية أن نضالها لدعم صمود المزارعين في أراضيهم ومقاومة الاستعمار الإسرائيلي والقيود على الزراعة الفلسطينية جزء من النضال العالمي للسيادة الغذائية.

وفي ظل التغير الطارئ على النظام الغذائي العالمي بما يصب في مصلحة الربح الخاص، يتم إقصاء الملايين من المزارعين الصغار والسكان الأصليين عن أراضيهم وتقلب حياتهم رأساً على عقب. إلا أن السيادة الغذائية توفر بديلاً لهذا النظام، ويعرفها أعضاء "فيا كامبيسينا" (Via Campesina) بالشكل الآتي:

"تعتبر السيادة الغذائية حقاً للشعوب لتعريف غذائها وزراعتها، ولحماية الإنتاج والتجارة الزراعية المحلية وتنظيمها لتحقيق أهداف تنموية مستدامة، ولتحديد مدى رغبتها بالاعتماد على أنفسها، وللحد من إشباع أسواقها بالمنتجات، ولمنح الأولوية لمزارع السمك المحلية في إدارة وحق استخدام الموارد المائية. لا تنفي السيادة الغذائية الزراعية تشكيل سياسات وممارسات تجارية تخدم حقوق الشعوب في التمتع بإنتاج آمن وصحي ومستدام بيئياً بل تعززها."

الأثر

تعتبر الحملات ضد صادرات الشركات الزراعية الإسرائيلية جزءاً رئيساً من حركة المقاطعة منذ انطلاقتها في عام 2005. حيث أدى الضغط على مستوى القواعد الشعبية والرأي العام الجماهيري إلى إجبار الشركات الخاصة والاتحاد الأوروبي على التحرك. ففي عام 2013، أصدرت كافة المؤسسات الزراعية الفلسطينية الكبرى نداءً للتحرك لإنهاء التجارة الزراعية مع إسرائيل وتمويل تدمير الزراعة الفلسطينية.

الإنجازات

سلسلة متاجر Co-operative في المملكة المتحدة توقف تجارتها مع الشركات المتواطئة مع الاحتلال

استجاب أحد أكبر المتاجر في المملكة المتحدة The Co-operative Group سنة 2012 إلى الضغوط من أعضائه ومن مجموعات المقاطعة بالإعلان أنه لن يشتري المنتجات من أي موّرد يعمل في المستعمرات غير القانونية، وقد توقف عن شراء منتجات "ميهادرين" وثلاث شركات إسرائيلية أخرى.

متاجر تنظف رفوفها من بضائع المستعمرات

نفذت عدة متاجر أوروبية سياسات رسمية بعدم بيع المنتجات الصادرة عن المستعمرات الإسرائيلية غير القانونية. وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2014، قام أكبر متاجر إيرلندا بسحب المنتجات الإسرائيلية عن رفوفه، وقال المصدرون الإسرائيليون بأن التجار من كافة أنحاء أوروبا ألغوا طلباتهم.

وعام 2013، قطعت شركة "كارستن فارمز" Karsten Farms، أكبر الشركات الزراعية الجنوب أفريقية، علاقاتها مع شركة "هاديكلايم" الإسرائيلية وتعهدت بعدم التجارة مع أي شركة إسرائيلية متواطئة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.

 

12
هنالك حملات لــ BDS ضد Agrexco في اكثر من دولة في عالم

تصفية شركة "أغريكسكو" Agrexco الإسرائيلية

قامت شركة "أغريكسكو" Agrexco، أكبر شركة تصدير إسرائيلية، سنة 2011 بتصفية نفسها بعد حملة مقاطعة ضخمة ضدها. وتذمر قادة المستعمرات كثيراً بشأن تزايد أثر المقاطعة.

 

الاتحاد الأوروبي ينفذ إجراءات لتمييز مصدر منتجات المستعمرات

استجابةً لرغبة الرأي العام وضغط حركة مقاطعة إسرائيل BDS، أقدم الاتحاد الأوروبي على المطالبة بوضع علامة (وسم) على المنتجات الصادرة عن المستعمرات الإسرائيلية غير القانونية. وكثيراً ما تكذب شركات التصدير الإسرائيلية بشأن مصدر منتجاتها، وتشارك شركات التصدير الإسرائيلية في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي بشكل مباشر. ولا يعتبر وضع علامة على المنتجات بأنها من المستعمرات غير القانونية كافياً.

تجار التمور في المغرب يقاطعون تمور "المجهول" الإسرائيلية

أوقف العشرات من أصحاب متاجر البيع بالجملة في أسواق التمور المغربية، ومن ضمنها أسواق في مدينتي الدار البيضاء ومراكش، بيع تمور المجهول الإسرائيلية تلبية لنداء نشطاء المقاطعة في المغرب.

 

 

 

بادر/ي بالعمل

​يساهم الاستيراد من الشركات الزراعية الإسرائيلية في تمويل ودعم الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي والحصار المفروض على غزة بشكل مباشر. وأصبح لحملاتنا ضد شركات التصدير الإسرائيلية أثر كبير، شارك/ي معنا الآن!

أنشر/ي قصتنا

ساعدونا على نشر قصتنا الحول المقاطعة الزراعية من خلال مشاركة هذه الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي و/أو مع أصدقائكم وشبكاتكم.

قاطع/ي المنتجات الزراعية الإسرائيلية

في الواقع، تعتبر كافة شركات تصدير المنتجات الزراعية متواطئة في الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي. قاطع/ي كافة الفواكه والخضراوات الإسرائيلية!

نظم/ي الحملات لإيقاف التجار من التجارة مع الشركات الإسرائيلية

تنظم حركة المقاطعة الحملات لدفع المزيد من الموردين إلى تبني موقف متجر The Co-operative Group في المملكة المتحدة، والذي لا يشتري المنتجات من أي شركة متواطئة في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي. نظم/ي الحملات لدفع الموردين القريبين منك إلى تبني مواقف مماثلة!

طالب/ي البقالة في حارتك بتوضيح بلد المنشأ

من حقك كمستهلك معرفة المصدر الحقيقي لبلد المنشأ حتى يكون لك القرار بشراء المنتج من عدمه. وعادة ما يلجأ التجار إلى إزالة ملصق بلد المنشأ لتفادي المقاطعة والضغط الشعبي. إلا أن لدى معظم الدول العربية قوانين لتنظيم التجارة وحماية المستهلك تفرض على التجار وضع بطاقة البيان على الخضار والفواكه لإيضاح بلد المنشأ.

اعمل/ي على رفع الوعي بشأن معاناة المزارعين الفلسطينيين

انشر/ي قصة معاناة المزارعين الفلسطينيين في منطقتك وفي الشبكات البيئية وشبكات السيادة الغذائية من حولك. تواصل/ي معنا إن كنت/ي ترغب/ين بالتواصل مع ممثلي النقابات الزراعية الفلسطينية.


إتصل/ي بنا