بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

غزة: عنقاء نضالنا المستمر نحو الحرية وتقرير المصير والعودة

December 17, 2023

إنّ هذه الإبادة الثقافية، المتمثلة في الاستهداف المتعمّد للقطاع الثقافي والفني والأكاديميّ الفلسطينيّ، هي فصل من فصول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ في غزة الآن. يعمد عدوّنا إلى محو ماضٍ عمره مئات وفي بعض الحالات آلاف السنين، ظناً منه أنه بذلك يبيد المستقبل ويدمر عزيمة شعبنا على مواصلة النضال والصمود في وجه الاستعمار. لكنّ غزة، كما علّمتنا، تظلّ منارة للأمل ومصنعاً للصمود.

"إذا كان لا بد أن أموت، فلا بد أن تعيش أنت، لتروي حكايتي..
إذا كان لا بد أن أموت، فليأتِ موتي بالأمل، فليصبح حكاية.. "

- الشهيد رفعت العرعير

مع استمرار حرب العدوّ الإسرائيليّ الإبادية المتصاعدة ضدّ 2.3 مليون من بنات وأبناء شعبنا الفلسطينيّ في قطاع غزة المحتل والمحاصر، والتي راح ضحيتها حتى اليوم أكثر من 18,000 فلسطينيّ، تتعاظم مساعي العدوّ لتدمير كلّ أساسيات الحياة التي توفر لباقي شعبنا في غزة سبل الصمود ومواصلة النضال. وعلى الرغم من أنّ آثار الإبادة المستعرة لم تتكشف كلّها بعد، إلا أنّ هذا بعض ما جاء في تقرير وزارة الثقافة الفلسطينية عن أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع الثقافي في غزة منذ بدء الحرب وحتى 6 كانون أول/ديسمبر من هذا العام:

 

  • استهداف عشرات المبدعين/ات والكتّاب والكاتبات والأكاديميين/ات والفنانين/ات في مختلف القطاعات نذكر منهم/نّ: 

رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور سفيان تايه، رئيسة قسم الفنون التشكيلية في جامعة الأقصى الفنانة التشكيلية نسمة أبو شعيرة، مؤسس أول جريدة يومية تصدر من قطاع غزة الكاتب والصحفي مصطفى الصواف، حارس تاريخ غزة البصري المصور مروان ترزي، عازفة الكمنجة الطفلة لبنى عليان، الفنانة التشكيلية هبة زقوت، الكاتبة والشاعرة هبة أبو ندى، وراقصتا الدبكة الطفلتين شام أبو عبيد وليلى الأطرش. كما استشهد أستاذ الأدب الإنجليزي والشاعر رفعت العرعير وعدد آخر من الفنانين والمبدعين بعد صدور تقرير وزارة الثقافة المذكور.

  • استهداف المواقع الأثرية والمتاحف:

حيث دمّر العدوّ أكثر من 8 متاحف أثرية وتراثية منها متحف رفح ومتحف خانيونس ومتحف قرارة وغيرها، إضافة إلى تدمير العديد من المواقع الأثرية ذات الأهمية على المستوى  الفلسطينيّ ومستوى التراث الإنسانيّ العالميّ، منها: ميناء البلاخية أو الأنثيدون الأثري الذي بناه الكنعانيون ويعود بناؤه لأكثر من 800 عام قبل الميلاد، موقع تل رفح الأثري الذي يعود إلى الفترة اليونانية، "بيت السقا" وهو مبنى أثري بني قبل 400 سنة تحول مؤخراً إلى مؤسسة ثقافية، سوق الزاوية التاريخيّ، وقلعة برقوق التي بناها المماليك قبل 600 عام. إضافة إلى تدمير معظم أجزاء البلدة القديمة في غزة.

  • استهداف الجوامع والكنائس والأديرة العريقة:

حيث قصف العدوّ الإسرائيليّ ودمّر العديد من الكنائس والمساجد ومنها: كنيسة القديس برفيريوس وهي ثالث أقدم كنائس العالم والمسجد العمري الذي بني قبل أكثر من 1400 سنة ودير القديس هيلاريون الذي بني عام 329م ومسجد عثمان بن قشقار وهو أحد أقدم مساجد غزة. 

  • استهداف وتدمير المكتبات والمؤسسات الثقافية: 

حيث قام العدوّ بتدمير 9 مكتبات ودور نشر عريقة تحتوي على عشرات آلاف الكتب منها مكتبة مركز الثقافة والنور وهي من أقدم مكتبات غزة والمكتبة العامة لبلدية غزة، إضافة إلى تدمير أكثر من 20 مركز ومؤسسة ثقافية واجتماعية منها: مركز رشاد الشوا الثقافي الذي يعدّ أول مركز ثقافي يبنى في فلسطين ومؤسسة السنونو للفنون والثقافة وهي إحدى أكبر المؤسسات لتعليم الموسيقى ومركز غزة للثقافة والفنون ومسرح وجمعية الوداد.

  • الجامعات: 

تستهدف غارات العدوّ الجوية المدارس والجامعات بشكل ممنهج، مثل القصف المكثّف الذي دمّر بالكامل جامعة الأزهر وهي أكبر وأقدم جامعات غزة وعدد من مباني الجامعة الإسلامية  وقصف جامعة القدس المفتوحة ما أدى إلى تدميرها بشكل جزئيّ.

إنّ هذه الإبادة الثقافية، المتمثلة في الاستهداف المتعمّد للقطاع الثقافي والفني والأكاديميّ الفلسطينيّ، هي فصل من فصول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ في غزة الآن. يعمد عدوّنا إلى محو ماضٍ عمره مئات وفي بعض الحالات آلاف السنين، ظناً منه أنه بذلك يبيد المستقبل ويدمر عزيمة شعبنا على مواصلة النضال والصمود في وجه الاستعمار. لكنّ غزة، كما علّمتنا، تظلّ منارة للأمل ومصنعاً للصمود. 

 

December 17, 2023
/

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now