بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

من فلسطين، تحية إجلال إلى ليبيا وكلمة شعبها الحرّ: التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي خطّ أحمر

August 31, 2023

تدين اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، التطبيع الرسمي الليبي برعاية حكومة إيطاليا ذات الميول الفاشية، فإنّنا نقف إجلالاً لقوى الشعب الليبي الحية والمناضلة التي أجمعت موحّدةً على رفض أي بوادر لبناء علاقات تطبيعية مع العدو الإسرائيلي. إن هذا الموقف المشرّف للشعب الليبي الشقيق دفع كلا الجانبين الرسميين لإعادة ترتيب أوراقهما. 

"لن يكسر الباطل حقي" - عمر المختار 

فلسطين المحتلّة، 31 أغسطس/ آب 2023 – إذ تدين اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات وقيادة حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، التطبيع الرسمي الليبي برعاية حكومة إيطاليا ذات الميول الفاشية، فإنّنا نقف إجلالاً لقوى الشعب الليبي الحية والمناضلة التي أجمعت موحّدةً على رفض أي بوادر لبناء علاقات تطبيعية مع العدو الإسرائيلي. إن هذا الموقف المشرّف للشعب الليبي الشقيق دفع كلا الجانبين الرسميين لإعادة ترتيب أوراقهما. 

في هذا السياق، تؤيد اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل مطلب النبض الشعبي الليبي باستقالة رئيس الحكومة، صاحب القرار الأول.

فمع انتشار خبر اجتماع وزيرة الخارجية الليبية المقالة، نجلاء المنقوش، بوزير الخارجية الحكومة الإسرائيلية الأكثر فاشية وتطرفاً في تاريخ نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، والذي اعتبره الأخير "خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا"، اندلعت الاحتجاجات في طرابلس ومدن أخرى. وزيّن العلم الفلسطيني شوارع ليبيا، التي تتعالى اليوم على همومها وجراحها لتوصل رسالةً واحدة:  "التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي خطّ أحمر.. فلسطين هي القضية الأم للشعب الليبي والشعوب العربية".

لم يسقط لقاء وزيرة الخارجية الليبية بإيلي كوهين في روما من السماء، بل جاء في ضوء الإعلانات المتكرّرة لعدد من المسؤولين الصهاينة، مدعومين من الإدارة الأمريكية المعادية بعنف لحقوق شعبنا، عن استعداد النظام الليبي لتطبيع العلاقات. وجاء ذلك في ظل غمز ولمز تناقله الإعلام العبري في الفترة الأخيرة عن محادثات سابقة جمعت أطراف من المستويين الرسميين في ليبيا بأطراف إسرائيلية، وهذه المرة بوساطة حكومة أقصى اليمين الإيطالية بهدف تعزيز ودعم النظام الاستعماري الإسرائيلي. وليست إقالة حكومة الوحدة الليبية للمنقوش إلا محاولة منها لإخفاء ضلوع رئيسها في التطبيع ولاحتواء الغضب الشعبي المتزايد. 

تهدف بعض الطغم الحاكمة غير المنتخبة والاستبدادية بمعظمها، بتطبيع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي، إلى نيل رضا الإدارة الأمريكية والغرب، كما فعل النظام السوداني على سبيل المثال مقابل شطب اسم بلاده عن "قائمة الإرهاب"، أو كما وعدت كوسوفو بنقل سفارتها إلى القدس. إنّ المقابل الحقيقي لهذه الخدمات هو التبعية والهيمنة، فالشرعية الفعلية لا تؤخذ إلّا من الشعب، لا من الإدارة الأمريكية والقوة الإمبريالية المعادية لشعوبنا والتي تفتعل حروباً مستمرة ضد شعوب العالم وتطلّعاتها للحرية وتقرير المصير والتنمية المستقلة. 

كما لا يمكن فصل هذه اللقاءات التطبيعية العربية الوقحة عن سيرورة التطبيع الرسمي الفلسطيني والاجتماعات الأمنية التي عقدت بإملاءات أمريكية في العقبة وشرم الشيخ وغيرها، والاستمرار في التنسيق الأمني على الرغم من قرارات منظمة التحرير الفلسطينية - الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا- القاضية بوقفه بشكل كامل. لا يمكن لشعبنا وقواه الحية أن يقبلوا ما يتناقل حول الدور الرسمي الفلسطيني في محاولات تمرير التطبيع السعودي الإسرائيلي برعاية أمريكية، إلا باعتباره تماهياً علنياً مع الحرب ضدّ شعبنا ومساهمة في تلميع جرائم العدو الإسرائيلي المستمرّة ومخططات التآمر على شعبنا وقضيته.

وفيما يتعلق بليبيا على وجه التحديد، فإن مصالح إسرائيل المعلنة من تطبيع العلاقات تشمل الجوانب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية. ففي الوقت الذي  تعاني فيه ليبيا، منذ سنوات، من انقسام السلطة بين غربيّ البلاد وشرقها، يأتي اهتمام العدو الإسرائيلي بليبيا مدفوعاً بالمصالح الجيوسياسية والحاجة إلى حماية صادراتها من الغاز، وإنشاء موطئ قدم في شرق البحر الأبيض المتوسط، ضمن الاستراتيجية الصهيونية الأوسع لتعزيز نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي في الوطن العربي واختراق مهم يؤمّن مصالحه البحرية والجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة. كما لا تفوتنا المحاولات الإسرائيلية الحثيثة، المدعومة من نظامي المغرب والإمارات اللذين خانا القضية الفلسطينية، لمحاصرة الجزائر، أهم القلاع الصامدة في وجه التطبيع الرسمي العربي في المغرب الكبير.
يبقى الرهان على شعوبنا ووعيها النافذ، مرةً تلو الأخرى، لمواصلة معركة مقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، عدونا الأول، لا نصرةً لفلسطين وأهلها فحسب، بل نصرة لكل أقطار الوطن العربي وحمايةً لمصالحنا واستقلالنا وسيادتنا التي يسعى العدو الإسرائيلي لضربها والتآمر عليها.

من فلسطين، تحية إجلال إلى ليبيا وشعبها الثابت في مقاومة التطبيع والنخب المعزولة شعبياً التي تحاول تمريره.

 

August 31, 2023
/

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now