بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

حول الجدل الدائر بخصوص مهرجان (MENA is here)

May 8, 2023

بعد الفحص والتدقيق، استنتجنا أنّ هذا المهرجان الدوليّ يتضمن فعالية تطبيعية واحدة خلال برنامجه، لكنّ هذه المخالفة لا تجعل منه خاضعاً للمقاطعة الثقافية الكاملة. فهو مثلاً لا يتلقى التمويل أو الرعاية من أي جهات إسرائيلية رسمية أو غير رسميّة، ولا يساوي أخلاقياً بين المستعمِر والمستعمَر ولا حتى يذكر إسرائيل أو يحاول الترويج لنظامها الاستعماري.

فلسطين المحتلّة، 8 أيار/مايو 2023– تابعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) الجدل الدائر حول مهرجان (MENA is here) الهولندي، والذي يمتدّ ما بين 11 و20 من مايو/أيار الجاري. وبعد الفحص والتدقيق، استنتجنا أنّ هذا المهرجان الدوليّ يتضمن فعالية تطبيعية واحدة خلال برنامجه، لكنّ هذه المخالفة لا تجعل منه خاضعاً للمقاطعة الثقافية الكاملة. فهو مثلاً لا يتلقى التمويل أو الرعاية من أي جهات إسرائيلية رسمية أو غير رسميّة، ولا يساوي أخلاقياً بين المستعمِر والمستعمَر ولا حتى يذكر إسرائيل أو يحاول الترويج لنظامها الاستعماري. 

فحسب معايير مناهضة التطبيع، المبنية على منطق عزل العدوّ الإسرائيليّ لا عزلنا لأنفسنا، لا تعتبر مشاركة شخصيات من المنطقة العربية [1] (بما يشمل فلسطين) في المنتديات والمحافل الدولية التي تعقد خارج الوطن العربي، كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض، والتي يشترك فيها إسرائيليون إلى جانب مشاركين دوليين تطبيعاً، شرط أن لا يتم الجمع بين العرب والإسرائيليين على نفس "المنصة" [2]. بالتالي، لا تشكّل مشاركة أي فنانين/ات عرب/يات في هذا المهرجان بشكل عام - طالما لم يتم الجمع بينهم وبين إسرائيليين على نفس "المنصة" - مخالفة لمعايير مناهضة التطبيع التي أقرّها شعبنا الفلسطيني بغالبيته الساحقة، ولا تعتبر مبرراً لاتهام كافة المشاركين/ات فيه بممارسة التطبيع.
وحول المخالفة التي وقع فيها هذا المهرجان وبعض المشاركين/ات فيه، فهي تكمن في إقامته لفعالية فنية تجمع بين فنانين/ات من المنطقة العربية وفنانة إسرائيلية (لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني بموجب القانون الدولي التي تشكل الحد الأدنى ليمارس شعبنا الفلسطيني حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير) وذلك بتاريخ 5/13، وهنا يقع التطبيع. والمشاركون/ات في هذه الفعالية الفنية هم: عمر سليمان (مغني سوري)، يسرى منصور (عضوة في فرقة "Bab L' Bluz")، ومرزوق مجري (عضو فرقة "Fanfara Station"). وعليه، تدعو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، وهي جزء رئيسي من حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، المشاركين/ات في فعالية (Colors of MENA)، للضغط على الجهات المنظمة للمهرجان والمطالبة بإلغاء المشاركة الإسرائيلية. وفي حال عدم استجابة المنظمين لهذا المطلب، فإننا ندعوهم/نّ للانسحاب من المهرجان رفضاً لاستغلال منتوجهم/نّ الثقافي لخدمة أجندة تطبيعية [3]
ومع كون هذا المهرجان غير خاضع للمقاطعة الثقافية الكاملة، فذلك لا ينفي المسؤولية التي تقع على منظّميه في التماهي مع مساعي الاستحواذ الثقافي الاستعماري [4] من جهة، وفرض إطار عام للمهرجان يساهم في ترسيخ الخطاب الاستشراقي فيما يتعلّق بالعلاقة ما بين "الشرق" و"الغرب" من الجهة الأخرى. مثلاً، تشارك في المهرجان أوركسترا هولندية تتبنّى نهج الموسيقي الإسرائيلي "توم كوهن"، مايسترو "أوركسترا القدس شرق غرب" التطبيعية، والذي يجمع ويدمج منهجيات موسيقية متنوعة من "الشرق" والغرب تحت عنوان خادع، "موسيقى من كل الأديان". لا شكّ أن محاولات هذا الموسيقي الإسرائيلي تندرج تحت بند الاستحواذ على الإرث الغنائي العربي، غير أنّ هذه الأوركسترا التطبيعية غير مشاركة في المهرجان، ولا يعتبر تأثّر الأوركسترا الهولندية بهذا الموسيقي أو تبنّي "أسلوبه" أو حتى التعاون معه كقائد أوركسترا في هذا المهرجان تحديداً سبباً كافياً لفرض مقاطعة شاملة على المهرجان ككل، أو الهجوم على الفنانين/ات المشاركين/ات فيه. 
ترفض الحملة من منطلق مبدئي كل تخوين أو هجوم شخصي، وبالذات حين يكون غير مبرر ولا مبني على الحقائق، كما حدث من قبل بعض الأفراد أو المجموعات ضدّ بعض الفنانين/ات العرب المشاركين/ات الذين لا تعتبر مشاركتهم/نّ في المهرجان مخالفة لمعايير مناهضة التطبيع. إن هذا الهجوم لا يعبّر على الإطلاق عن رأي حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) ولا عن معايير المقاطعة ومناهضة التطبيع، وهو بعيد كلّ البعد عن أخلاقيات عمل الحركة ومنهجية عملها. 

إنّ مناهضة التطبيع فعلٌ نضالي يستوجب أعلى درجات الدقة والحساسية للسياق والاتساق الأخلاقي. كما أنّ الأساس فيه هو افتراض حسن النوايا، إلا في الحالات الميؤوس منها أو المتكررة. إنّ قيام البعض بالهجوم الشخصي والتخوين والحكم على أي حدث بمعايير فردية أو ضيقة، بدل المعايير المقرة جماعياً، كتلك المُقرّة من قبل قوى وأطر المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، لا يعتبر إلا محاولة لتخريب الجهود المثابرة والمبدئية لمناهضة التطبيع في منطقتنا العربية وتنفير الجماهير العريضة من النضال ضد التطبيع. 

الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)

____________________________________________________________

[1] لا تفهم حركة المقاطعة (BDS) العروبة بمفهومها الإثني أو القومي الضيق، بل بمفهومها التقدّميّ والعصريّ الأرحب، الذي يرفض إقصاء الأقليات القومية/الإثنية في المنطقة العربية كما يرفض كلّ تمييز أو اضطهاد ضدها، بل يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تركيبة هذه المنطقة وشعوبها.

[2] نعني بنفس المنصة: فيلماً أو مسرحية أو عرضاً غنائيًا أو ندوة ثقافية أو سياسية أو أكاديمية أو غيرها، أو ما يشابههم من أنشطة مشتركة.

[3] [4] رسالة المثقفين/ات العرب إلى "معهد العالم العربي" في باريس: https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSfo5DR7RGXkbLw0l82jwaW-N8Qu40lK...

 

 

May 8, 2023
/

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now