بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل: لنصعّد التصدي الشعبي لمؤتمر البحرين الصهيوني-الأمريكي الهادف لتصفية القضية الفلسطينية

18 حزيران/يونيو 2019-- تدين اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، وهي أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) في العالم، بأشدّ العبارات، مشاركة بعض الأنظمة العربية الرسميّة ورجال الأعمال وممثلي الشركات العربية في مؤتمر البحرين للسلام الاقتصادي، والمزمع عقده في العاصمة البحرينية يوميّ 25 و26 حزيران/يونيو بهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني. كما تطالب كافة المدعوين لمقاطعة المؤتمر، بشكلٍ شاملٍ، استجابةً لمطلب الكلّ الفلسطيني ولصوت الغالبية الشعبية الساحقة في المنطقة العربية، التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية.

إنّ المشاركة العربية في هذا المؤتمر تتجاوز التطبيع وتعدّ تعاوناً مباشراً في التحالف الصهيوني-الأمريكي ومخططه لتكريس التحالف بين نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي وبعض الأنظمة الاستبدادية في المنطقة لوأد حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأهمها التحرر الوطني وعودة اللاجئين وتقرير المصير.

إنّ المشاركة في هذا المؤتمر-المؤامرة تُعدّ خيانة للقضية الفلسطينية والنضال العربي المشترك ضد الاستعمار.

فقد تشكّل إجماع فلسطيني ضد المشاركة في المؤتمر، مما أفقده أي شرعية. وحتى اللحظة، أكدت دولة الاحتلال مشاركتها، بينما أعلن كلٌ من النظام السعودي والإماراتي والقطري موافقتهم على المشاركة في مؤتمر المنامة، وأبلغت مصر واشنطن نيتها الحضور. في المقابل، أعلنت الأمم المتحدة والصين وروسيا من جانبها عدم المشاركة في الورشة، كما أعلن لبنان عدم مشاركته.

وكانت الإدارة الأمريكية قد دعت لهذا المؤتمر لمناقشة مبادراتٍ اقتصاديّة تمهّد لـ "صفقة القرن" وتهدف إلى "مناقشة الأفكار والاستراتيجيّات وتوفير الدعم للاستثمارات الاقتصاديّة المحتملة والمبادرات التي يمكن التوصّل لها باتّفاقية سلام"، وفقاً للبيان المشترك  الذي صدر عن نظام البحرين والإدارة الأمريكية، الغارقة في العنصرية والمعادية لشعوبنا. وبحسب البيان، ستوفّر ورشة "السلام من أجل الازدهار" نقاشاتٍ حول طموح ورؤية قابلة للتحقيق وإطار عمل يضمن مستقبلاً مزدهرًا للفلسطينيّين والمنطقة، بما في ذلك تعزيز إدارة الاقتصاد وتطوير رأس المال البشري وتسهيل نموّ سريع للقطاع الخاص".

وهنا، نتساءل، كيف تتمّ الورشة في بلد عربي شقيق، في ظلّ رفض صاحب الشأن الأول لعقدها؟ ألا تتناقض مشاركة بعض الجهات غير الرسمية العربيّة في مؤتمر البحرين مع دعم منظمة العمل العربية، المنبثقة عن جامعة الدول العربية، لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات (BDS)؟

في الوقت الذي تتفاقم فيه عزلة النظام الإسرائيلي في المجالات الثقافية والأكاديمية والرياضية وحتى الاقتصادية مع تصاعد تأثير حركة المقاطعة BDS، يتجه هذا النظام، بشراكة متينة مع الإدارة الأمريكية وفريقها المتطرف في صهيونيته وعقليته الاستعمارية والمنوط به متابعة ملف "الشرق الأوسط"،نحو تعميق تحالفه مع أنظمة استبدادية باتت بأمس الحاجة لحليفٍ استعماريٍّ يحمي عروشها المهتزة من ثورة شعوبها المقهورة. وفي المقابل، تتعاظم أهمية وضرورة تعزيز النضال الشعبي المشترك في المنطقة العربية ضد الاستعمار والاضطهاد بأشكاله من أجل العدالة والحرية وتقرير المصير.

وعليه، تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، إلى الضغط الشعبي والمتصاعد على المستوى الرسمي الفلسطيني والعربي من أجل:

1.    مقاطعة الشركات والجهات العربيّة والفلسطينية التي تثبت مشاركتها في مؤتمر المنامة.

2.    البناء على الموقف الفلسطيني الرسمي الحالي الرافض بقوة لصفقة القرن لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، بوقف التطبيع الفلسطيني الرسمي، بما يشمل أولًا وقف التنسيق الأمني الفلسطيني-الإسرائيلي وحلّ ما تسمى بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" المنبثقة عن اللجنة التنفيذية للمنظمة.

3.     الإعلان عن أن سياسات وقرارات حكومة أقصى اليمين الإسرائيلي، بشراكة كاملة مع الإدارة الأمريكية، قد قضت نهائياً على اتفاقية أوسلو مما يفتح الباب أمام بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تقوم على حماية حقوق شعبنا، كل شعبنا في الوطن والشتات، وتحقيق طموحاته والالتزام بما يقرره بشكل ديمقراطي حرّ، وإصلاح م.ت.ف. لتضم الكلّ الفلسطينيّ، دون إقصاء ودون تفرد أو ديكتاتورية.

4.     تصعيد المقاومة الشعبية الفلسطينية الواسعة والمسؤولة والمدعومة من الشعوب العربية الشقيقة، وتكثيف حملات المقاطعة القائمة عربياً والمستمرة ضد إسرائيل وشركاتها، وضد الشركات الدولية المتورطة في جرائمها، مثل شركة (G4S) الأمنية، وهيوليت باكارد (HP) للتقنيات، وشركة "بوما" (Puma) للمستلزمات الرياضيّة، وخطّ الملاحة الصهيوني (زيم)، وشركة (Caterpillar) و(Hyundai Heavy Industries) و(Volvo) المتورطة في هدم المنازل وبناء المستعمرات.

5.    المشاركة في فعاليات القوى الوطنية الفلسطينية المركزية في رام الله وغزة ومخيمات شعبنا في الوطن وخارجه، والتي ستكون ذروتها عشيّة مؤتمر المنامة يوم الرابع والعشرين من حزيران/يونيو، والانخراط في الفعاليات والأنشطة الوطنية الشعبية يوم الخامس والعشرين من حزيران/يونيو للتأكيد على أنّ الشعب الفلسطيني مجمعٌ على رفض ما تسمى بـ "صفقة القرن" ومتمسكٌ بحقوقه الوطنية الثابتة.

6.    مناهضة الشعوب العربية الشقيقة لتطبيع الأنظمة الاستبدادية، وذلك بالضغط الفعال من أجل وقف كلّ العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية مع دولة الاحتلال ومن يمثلها، كون إسرائيل تهدد لا الشعب الفلسطيني وحده بل كل الشعوب العربية.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now