رسالة مفتوحة

إلى بطلي المسسل التركي "عروس اسطنبول": ارفضوا ترفيه الاحتلال

اللجنة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل من الداخل (BDS 48) ونشطاء الحركة في تركيا (BDS Turkey)، يوجهون نداءً إلى الفنانَين، أوزجان دينيز وأصلي أنور، لرفض المشاركة في فعالية ستقام في "تل أبيب" يومي 6 و7 أبريل/نيسان المقبل، احتفاءً بنجاح مسلسلهما "عروس إسطنبول" لدى الجمهور الإسرائيلي.

فلسطين المحتلة، 3 نيسان/أبريل 2019-- دعت اللجنة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل من الداخل (BDS 48) ونشطاء الحركة في تركيا (BDS Turkey)، الفنانَين، أوزجان دينيز وأصلي أنور، لرفض المشاركة في فعالية ستقام في "تل أبيب" يومي 6 و7 أبريل/نيسان المقبل، احتفاءً بنجاح مسلسلهما "عروس إسطنبول" لدى الجمهور الإسرائيلي.

وكان النشطاء قد غردوا كذلك على وسميّ (#DontEntertainOccupation) و(#İşgalSahnesineÇıkmayın) لمطالبة الفنانين بإلغاء هذه الزيارة ورفض ترفيه الاحتلال والتغطية على جرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

كذلك فإن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) تضمّ صوتها لهذه الأصوات وتدعو الفنانَين لاحترام معايير المقاطعة الثقافية والامتناع عن السماح باستغلال اسميهما في الترويج لنظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي. كما وتدعو جماهيرها العرب، بمن فيهم الفلسطينيون، للمشاركة في عاصفة التغريدات على وسم "ارفضوا_ترفيه_الاحتلال"، لتكثيف الضغط لإلغاء هذه الزيارة.

ننشر فيما يلي، الرسالة التي تم توجيهها للفنانين:

السيد أوزجان دينيز،
السيدة أصلي أنور،
 
لقد علمنا وبكل أسف أنكما تنويان المشاركة في فعالية ستقام في "تل أبيب"، الشهر المقبل، للاحتفاء بشعبية مسلسلكما "عروس إسطنبول" (İstanbullu Gelin).

ومن المزعج أن يُبثّ برنامجكما على القنوات الإسرائيلية على مدار السنوات الثلاث الماضية بالرغم من دعوات حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل. إن قراركما بالمشاركة شخصياً في فعالية "تل أبيب"، على الرغم من دعوات المقاطعة المذكورة، أزعج الملايين من جمهوركما حول العالم، خاصةً محبيكما في فلسطين، ومن يدعمها.

جديرٌ بالذكر أن حركة المقاطعة تأسست في 9 تموز/يوليو 2005 من قبل الفلسطينيين الذين يتعرضون بشكل مستمر لانتهاكات الاستعمار الاسرائيلي وعمليات الطرد والقتل التي يرتكبها هذا النظام منذ تأسيسه. وتدعو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، والتي تقود دعوات المقاطعة في المجالات الأكاديمية والثقافية، إلى مقاطعة دائمة ومتزايدة للنظام الإسرائيلي والمؤسسات المتواطئة في جرائمه حتى تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في العام 1967، وتوقف سياسات التمييز العرقي ضد الفلسطينيين في مناطق عام 1948، وتعترف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها، بموجب قرار الأمم المتحدة 194.

وقد لبّت آلاف الشخصيات الثقافية والأكاديمية دعوات المقاطعة هذه منذ تأسيس الحركة من خلال رفض السماح بعرض أفلامها في إسرائيل أو رفض أداء العروض على المسارح الإسرائيلية أو رفض التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية الإسرائيلية المتواطئة أو رفض المشاركة في أي فعالية عالمية تدعمها إسرائيل.

كما تعرفون دون أدنى شك، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة المحتل والمحاصر "مسيرة العودة الكبرى" كل يوم جمعة منذ 30 آذار 2018، ويتظاهرون في هذه المسيرات على الحدود ضد الحظر البري والجوي والبحري الكلي الذي فرضه نظام الاستعمار العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ العام 2007، مما حوّل المنطقة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم. وقد قتل القناصة الإسرائيليون حتى اليوم أكثر من 260 فلسطينياً في هذه المظاهرات وأصابوا الآلاف بجروح، وترتفع هذه الأرقام كل أسبوع، ولا يراعي جيش الاحتلال الاسرائيلي أثناء ارتكابه لهذه الجرائم وجود الأطفال أو النساء أو العاملين في مجال الصحة أو الصحفيين. فقط في 14 أيار 2018، قُتل 60 فلسطينياً وأصيب 2770 آخرين حين أطلق القناصة الإسرائيليون النار بوحشية على الفلسطينيين المتظاهرين ضد قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وفي ذات الوقت الذي يواصل فيه هذا النظام الاستعماري حملة القتل، فهو يسعى كذلك إلى تلميع صورته أمام العالم من خلال استخدام قنوات أكاديمية وثقافية كجزء من البروباغاندا الهادفة إلى إظهار إسرائيل كدولة طبيعية، لإخفاء أيديها الملطّخة بالدماء. ولا يوجد أيّ شكٍ بأن المشاركة في هذه الفعالية ستدعم الجهود الإسرائيلية في هذا الجانب. ففي نهاية المطاف، ستبدو إسرائيل وكأنها دولة طبيعية تستضيف نجمين لديهما الملايين من المتابعين في كافة أنحاء العالم رغم استمرار نظام اضطهادها واستعمارها. وربما أثناء تواجدكما هناك، سينظر بعض معجبيكما في العالم إلى إسرائيل وكأنها دولة طبيعية ومشروعة مليئة بالمواطنين الذين يستمتعون بحياتهم بدلاً من التفكير بالفلسطينيين الذين يُقتلون أو يصابون في مسيرة العودة الكبرى. وعلاوة على ذلك، لن يتمكن محبوكما الفلسطينيون من مشاهدتكما بسبب الحصار المتواصل لقطاع غزة وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية.

وبناءً على منشوراتكما المناصرة للفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكننا ملاحظة معرفتكما بالواقع الإجرامي لإسرائيل وبأنكما تعارضان هذه الانتهاكات. ونحن نشارككما الاعتقاد بأن إسرائيل دولة تستهدف الأطفال بالأسلحة الرشاشة، ونستغرب اقدامكما على دعمها وهي تحاول تلميع جرائم الحرب التي ترتكبها – جرائم حرب لا تتجنب حتى الأطفال – من خلال استغلال الفن والثقافة. الفعاليات التي تنويان المشاركة فيها في 6 و7 نيسان تأتي مباشرة بعد الذكرى السنوية لمسيرة العودة الكبرى، ويمكننا التخيل أن إسرائيل ستتدخل بقوة مجدداً وتضيف مجزرة أخرى إلى قائمة المجازر الطويلة التي ارتكبتها. كما ويعتبر المسرح الذي ستغنون عليه جزءاً من الاحتلال الذي ابتلع مدينة يافا التي سكنها الفلسطينيون لمئات السنوات. وفي أثناء رثاء الفلسطينيين لأحبائهم ودفنهم، تكونان أنتما – على بعد مسافة قصيرة – تتصرفان بصورة طبيعية وكأن شيئاً لم يحدث؟ هل ستتمكنان من فعل ما يلزم لكتم أصوات صرخات الشعب الفلسطينيين في حين ترفهان عن دولة الأبارتهايد الإسرائيلية؟

ندعوكما إلى تجنب مناقضة أنفسكما والسير على خطى الفنانين الآخرين مثل شاكيرا ولانا دل ري وروجر ووترز ولورد وإلفيس كوستيللو وغيرهم، الذين رفضوا الترفيه عن إسرائيل. ندعوكما لأن تكونا صوتاً للعدالة وتجنب مساندة نظام الاستعمار الاسرائيلي في جهوده لتلميع صورته،  وإلى ورفض السماح ببث "عروس إسطنبول" في القنوات الإسرائيلية ورفض الدعوة للتوجه إلى تل أبيب.

حملة المقاطعة تركيا (BDS Turkey)
حملة المقاطعة (BDS 48)
 

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now