بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

نظام الإمارات: خيانة وتحقير للذات

إلى جانب تربّح آل نهيان  من منظومة الاستعمار التي ترتكب جرائم يومية بحق أبناء وبنات شعبنا الفلسطينيّ، تأتي هذه الصفقة الرياضية كمحاولةٍ فاشلةٍ لتلميع صيت نادي "بيتار" العنصريّ وجمهوره الشهير بالهتافات الفاشية مثل "الموت للعرب". إن استثمار أحد أقطاب النظام الإماراتي في نادٍ إسرائيلي فاشيّ، يحقّر العرب والإسلام، يجمع بين الخيانة والتماهي مع الفاشية الإسرائيلية الصاعدة من جهة وتحقير الذات من جهة أخرى.

فلسطين المحتلّة، 12 كانون الأول/ديسمبر 2020--  يسعى العدوّ الإسرائيلي لاستغلال كافة المجالات والمحافل وتوظيفها في تحسين صورته المتضرّرة بشكلٍ مطّردٍ حول العالم، ويجد بين حينٍ وآخر من يتماهى معه في ذلك. فمنذ توقيع الاتفاقية الخيانيّة بين النظامين الإماراتيّ والإسرائيليّ في أيلول/سبتمبر الماضي، انطلقت المشاريع والاستثمارات المتبادلة بينهما على مختلف الأصعدة الرياضية والسياحية والتكنولوجية والثقافية والأكاديمية وغيرها.

فقد أعلن يوم الاثنين الماضي، 7 كانون الأول/ ديسمبر، عن إبرام صفقة لبيع ما يقارب نصف أسهم النادي الإسرائيلي المعروف بعنصريته الفجّة ومعاداته للعرب والمسلمين، "بيتار يروشلايم"، إلى رجل الأعمال الإماراتي وأحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات، حمد بن خليفة آل نهيان. وإلى جانب تربّح الأخير من منظومة الاستعمار التي ترتكب جرائم يومية بحق أبناء وبنات شعبنا الفلسطينيّ، تأتي هذه الصفقة الرياضية كمحاولةٍ فاشلةٍ لتلميع صيت هذا النادي العنصريّ وجمهوره الشهير بالهتافات الفاشية مثل "الموت للعرب". إن استثمار أحد أقطاب النظام الإماراتي في نادٍ إسرائيلي فاشيّ، يحقّر العرب والإسلام، يجمع بين الخيانة والتماهي مع الفاشية الإسرائيلية الصاعدة من جهة وتحقير الذات من جهة أخرى.

كما لا يُمكن قراءة هذه الخطوة إلا ضمن مساعي النظام الإماراتي الاستبدادي لنقل بنود تحالفه الخياني مع إسرائيل من المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي، ليحاول زجّ الأخير في التطبيع مستغلّاً عشق الجماهير لرياضة كرة القدم.

وأثناء تعبيره عن سعادته بامتلاك نصف النادي الإسرائيلي، لم يتردّد آل النهيان بالقول: "يسعدني أن أكون شريكاً في مثل هذا النادي... وفي مثل هذه المدينة، عاصمة إسرائيل وواحدة من أقدس مدن العالم". ومن جهته اعتبر النادي هذه الصفقة "تاريخية"، مؤكداً على أنّه سيتمّ استثمار الأموال التي جناها النادي من بيع حصته لآل النهيان، والبالغة 300 مليون شيكل (92 مليون دولار) في البنية التحتية للنادي، فضلاً عن تطوير أكاديمية شبابية واستقطاب وشراء لاعبين جدد.

ومما لا شكّ فيه، أنّ الدوافع وراء اختيار أكثر نوادي كرة القدم الإسرائيلية عنصريةً لهذا الاستثمار الإماراتي الكبير لا تنطلي على أحد، وليست مصادفةً أنه تمّ اختيار هذا النادي بالتحديد. فهي محاولة جديدةٌ لتكريس التطبيع بمسوغاتٍ دينية، وتهدف إلى حرف الأنظار عن نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، والترويج لهذا الصراع وكأنّه ديني، وأنّه على "الجانبين" التعاون لمحاربة العنصرية. ففي ردّه على الشعارات المسيئة والعنصرية التي وجّهها مشجّعو الفريق الغاضبين في أعقاب الصفقة، غرّد الحساب الرسميّ للنادي الإسرائيلي: "هذا أقوى دليل على الحاجة إلى شراكة مع العالم العربي والمسلمين لمحاربة العنصرية". 

وبدوره، علّق الكاتب الإسرائيلي الرياضي في صحيفة "يديعوت أحرنوت، "أوري كوبر" على الصفقة بالقول: "(إنّ) السبب وراء شراء هذا الشيخ للأسهم في الفريق ليس لأنها فرصةً لاستثمار الأموال، بل لأنه أكثر الفرق يمينية في الساحة السياسية. إنّ هذه اللحظة أبعد من كرة القدم، وأبعد من الرياضة".

مجدداً، تؤكد هذه الخطوة على أنه لا يمكن فصل الرياضة عن السياسة ولا عن الصراع العربي الإسرائيلي المستمر. فليست هذه المرة الأولى التي نشهد فيها تطبيعاً رياضياً بين بعض الأنظمة العربية ونظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الاسرائيليّ، بل على العكس تماماً، إذ تعدّ الرياضة من أهم المجالات التي يتم من خلالها تكريس التطبيع. فقد شهدنا في الأعوام المنصرمة استضافاتٍ لفرق ولاعبين إسرائيليين على أراضٍ عربية مثل الإمارات وقطر والمغرب، شملت رفع العلم الإسرائيليّ، وصدوح "النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ" كذلك، وهو ما لاقى رفضاً شعبيّاً شهدناه في العديد من الانسحابات والمواقف العربية والدولية المشرفة، ويؤكد على ضرورة تصعيد حملات المقاطعة الرياضية ومناهضة التطبيع الرياضيّ محلياً ودولياً.

تجدّد الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) دعوتها جماهير كرة القدم، وشعوب المنطقة العربية وأحرارها، بمن فيها الشعب الشقيق في الإمارات، لمواصلة مقاومة التطبيع ورفض محاولات استغلال رياضتهم المفضلة في تمرير أجنداتٍ تعادي نضالهم من أجل حياةٍ كريمة وعادلة. كما تكرّر الحملة النداء الذي أطلقته اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، ومعها عشرات الأحزاب والنقابات والجمعيّات النسائية ومنظّمات حقوق الإنسان في المنطقة العربية، لمقاطعة كافة المحافل والأنشطة التي تقام في الإمارات برعاية النظام، ومقاطعة كافة الشركات والجهات الإماراتية والعربية والدولية المتورّطة في تنفيذ بنود اتفاق العار بين النظام الإماراتي والإسرائيلي.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now