بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

الفن والأدب الملتزمان، آخر القلاع التي يصرّ البعض على هدمها: لماذا لم تنسحبوا؟

إنّ رسالتنا لهؤلاء الفنانين الذين اختاروا المصلحة الشخصية الضيقة على الموقف الأخلاقي سواء بالمشاركة في معرضٍ جنباً إلى جنب مع مشاركين يمثلون نظام الاستعمار والأبارتهايد، أو أولئك الذين قبلوا بالترشّح لجائزة يستخدمها نظام الإمارات للتغطية على خيانته لقضية شعوب المنطقة العربية وتحالفه مع عدوها الأول في المنطقة، العدوّ الإسرائيليّ، هي: لماذا لم تنسحبوا؟ وماذا تقولون لآلاف الفنانين/ات من حول العالم الذين انضموا خلال الأسابيع الماضية لركب المقاطعين لإسرائيل والرافضين لتطبيع جرائمها؟

(كاريكاتير سارة قائد، البحرين)

فلسطين المحتلّة، 13 حزيران/يونيو 2021-- امتدّ مشهد التضامن الدوليّ الفاعل وغير المسبوق مع قضية فلسطين إلى كافة المجالات، وتحديداً مجالات الفن والثقافة والأكاديميا، وكانت النتيجة حتى اللحظة آلاف التوقيعات على رسائل وتعهدات بمقاطعة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ والضغط من أجل سحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه. ولكن في ذات الوقت، للأسف، تطلّ علينا ثلّة من الفنانين/ات والكتاب/الكاتبات الذين وضعوا مصالحهم/ن الأنانية فوق واجبهم/ن الأخلاقي لنصرة الشعب الفلسطيني، متناسيين أنّ الفنّ والثقافة إذا ما فقدا رسالة الحق والإنسانية، بالذات في ظروف الاضطهاد، يصبحان سلاحاً مسلطاً على رقاب الشعوب، لا أدوات لتحريرها.

فقد أصرّت الأسماء المرشحة على القائمة القصيرة لجائزة "بوكر" العربية، التي يمولها نظام الإمارات الخيانيّ على تجاهل دعوة المقاطعة التي أصدرتها الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، والتي جاءت انسجامًا مع لنداء المجتمع المدني العربي والفلسطيني بمقاطعة كافة الأنشطة التي يرعاها نظام الإمارات بعد توقيعه لاتفاقية التطبيع والخيانة مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ. كما تجاهلت التعهد الصادر عن مجموعة من المثقفين/ات والمبدعين/ات والأدباء والأديبات العرب، وإعلان الكثير من الفائزين وأعضاء لجان التحكيم ومجالس الأمناء السابقين عن مقاطعتهم للجائزة العالمية للرواية العربية بسبب هذا الدعم. إن إصرار هؤلاء الكتاب والكاتبات -- عبد اللطيف ولد عبد الله، وأميرة غنيم، ودنيا ميخائيل، والحبيب السالمي، وعبد المجيد سباطة والفائز بالجائزة جلال برجس -- على المشاركة في السباق على هذه الجائزة، رغم كل ما سبق، هو بمثابة تقديم أوراق توت يغطّي بها هذا النظام الاستبدادي الخائن قمعه بحق الشعب الإماراتي الشقيق والعمال الوافدين في الإمارات، وخيانته لقضيّة كافة الشعوب في المنطقة العربية، قضية فلسطين، والجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها بحق شعب اليمن الشقيق.

على صعيد آخر، رفض/ت المشاركون/ات العرب/يات في معرض "مينارت" الفنيّ التطبيعيّ في باريس سحب أعمالهم/ن الفنية ومعارضهم/ن من المعرض رغم معرفتهم/ن بوجود مشاركة إسرائيلية هامة. وكون التطبيع في المعرض واضحًا، وتوقيته جاء مباشرة بعد المجزرة الإسرائيليّة الأخيرة في غزة والجرائم المستمرة في القدس والنقب والجليل ويافا واللد وغيرها، ورغم نداء الحملة الفلسطينية والحملة اللبنانية لمقاطعة المعرض إذا لم تفلح جهود إقصاء إسرائيل عنه، أصر هؤلاء الفنانين على المشاركة، مقدمين هدية مجانية لصالح البروباغاندا الإسرائيليّة، وهم:

حسن حجاج، ويورياس، وعليا علي، وغزلان أجزيناي، ورامي مكداشي، وعلي قنديل، وأيمن يسري ديدبان، وأمينة زبير، ودلال تنغور، وأحمد نوح، وشعاع علي المفتاح، ودينا ديوان، وأسماء أخنوش، ومحجوب بن بلة، وبايا محيي الدين، وعبد الرزاق سهلي، وقويدر طريقي، وعاطف معطلة، وأمل بنيس، وسيرجي نجار، وديفد داوود، وميشيل معلوف، وسليمان الكامل، ويوسف نبيل، ونبيل نحاس، وسيمون فتال، وشفى غدار، وغسان زرد، ومعتز نصر، وأحمد مطر، وإيتيل عدنان، وليلى علوي، ومحمد حميدي، وصامد عبد الله، وحسين ماضي، وتشارلز خوري، وشربل صمويل عون، يوسف جاهة، ولولوة الحمود، ومعتصم قبيسي، والأميرة ريم الفيصل، وأنس البرايحي، وتغريد درغوث، وعبد الرحمن القطناني، وهبة كلش، وجوزيف حوراني، وأيمن بعلبكي، ونادية صفيّ الدين، وهلا متّى، وفادية حداد، وميرلي كسار، وشوقي يوسف، ومنى سعودي، وأيمن بعلبكي، وندى دعيبس، وسعود عبد الله، وبشر قوشجي، وآني كوركدجيان، وحمزة بونو، ورسمي الكيفجي، ووجدان، وزيد شوا، والأميرة فخر النساء بنت رعد.

وإن كان بعض الفنانين/ات أعلاه قد يدّعي عدم علمه/ا مسبقاً بالمشاركة الإسرائيلية وكون المعرض تطبيعياً، فهل ينشر هؤلاء موقفاً واضحاً للتاريخ، يدين التطبيع ويعتذر عن المشاركة فيه؟

ختاماً، إنّ رسالتنا لهؤلاء الفنانين الذين اختاروا المصلحة الشخصية الضيقة على الموقف الأخلاقي سواء بالمشاركة في معرضٍ جنباً إلى جنب مع مشاركين يمثلون نظام الاستعمار والأبارتهايد، أو أولئك الذين قبلوا بالترشّح لجائزة يستخدمها نظام الإمارات للتغطية على خيانته لقضية شعوب المنطقة العربية وتحالفه مع عدوها الأول في المنطقة، العدوّ الإسرائيليّ، هي: لماذا لم تنسحبوا؟ وماذا تقولون لآلاف الفنانين/ات من حول العالم الذين انضموا خلال الأسابيع الماضية لركب المقاطعين لإسرائيل والرافضين لتطبيع جرائمها؟


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now