بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

الضغط لعزل إسرائيل من الأجسام الدولية الرياضية أفضل رد على العقوبة القاسية بحق لاعب الجودو الجزائري ومدربه

في مواجهة تواطؤ  المؤسسات والأجسام الدوليّة، المهيمن عليها من دول غربية، مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ وظلمها للرياضيين أصحاب المبادئ والرافضين للتطبيع مع عدوّنا الإسرائيليّ، لا بد من نشر وتصعيد المقاطعة الرياضية لإسرائيل ولكل من يمثلها في المحافل الدولية لنصل لمرحلة نستطيع فيها إرغام هذه الأجسام على طرد إسرائيل من عضويتها، كما طرد نظام الأبارتهايد الجنوب أفريقي من قبل.

فلسطين المحتلة، 26/09/2021-- تحيّي الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) لاعب الجودو الجزائريّ فتحي نورين الذي دفع ثمناً غالياً ومعه مدربه عمّار بن خليف بسبب موقفهما الرافض للتطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ. وتدين الحملة قرار اتحاد الجودو الدوليّ بحرمانهما من التنافس ضمن جميع البطولات التي ينظمها أو يرخّصها الاتحاد لمدة 10 سنوات، إذ نعتبر هذا القرار تعسفياً وجائراً ويخدم أنظمة الاستعمار والهيمنة.

"إنّ القضية الفلسطينية أكبر من هذه الأمور وهذا قرار لا رجعة فيه"، هذا ما قاله اللاعب فتحي نورين تعليقاً على قرار انسحابه من مواجهة لاعب إسرائيليّ. وقد برهن لنا الالتفاف الشعبي حول نورين ومدربه لدى عودتهما إلى الجزائر بأنّ شعوب المنطقة العربية الشقيقة ما تزال تعتبر فلسطين قضيتها المركزية وما تزال ترفض كافة أشكال التطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ، بغضّ النظر عن مواقف بعض الأنظمة الرجعية الاستبدادية التي اختارت الخيانة ومصالحها الضيقة على حساب شعوبها وقضاياها العادلة.

تستنكر الحملة بشدّة هذه العقوبة القاسية التي اتخذها اتحاد الجودو، والتي يعزيها إلى قوانينه وإلى ميثاق الأولمبياد الداعي لحياد الرياضة، فهي في حقيقة الأمر مدفوعة بتحريض من حكومات الاستعمار الجديد، بالذات الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، لحماية منظومة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلية التي تحاول بشتى الطرق والمجالات تقويض جهود المقاطعة  ومناهضة التطبيع. وفي هذا السياق، لا نرى إقحاماً للسياسة في الرياضة أكثر من إنزال عقوبة قاسية كهذه بحق رياضيّ لتحقيق مآرب سياسية.

وقد بدأ ضغط العدوّ الإسرائيليّ الممنهج لمحاولة كسر العزلة الرياضية المفروضة عليه من شعوب المنطقة العربية وأحرار العالم عندما أسس الرياضيّ السابق "يوئيل رازفوزوف"، عضو الكنيست السابق ووزير السياحة الحاليّ، فريق عمل مختص بمواجهة المقاطعة الرياضية للرياضيين/ات الإسرائيليين/ات على رأسه المحامي الأمريكي المتطرف في صهيونيته وعدائه للفلسطينيين "آلان ديرشوفيتز".

يفهم عدوّنا الإسرائيليّ أثر المقاطعة الرياضيّة وتهديدها جيّداً، وهو ما يظهر في تصريحات محامي فريق عمل مواجهة المقاطعة الرياضية، "ديرشوفيتز"، بقوله "قد تبدأ بالرياضة، لكنّها لن تنتهي بها"، في إشارة إلى جهود مقاطعة إسرائيل. وبحسب تصريحات القائمين على هذا الفريق، تكمن أهم التكتيكات المتّبعة لمواجهة المقاطعة الرياضية في تقديم شكاوى رسمية للجهات المسؤولة عند مقاطعة رياضيين إسرائيليين. ويوضح "رازفوزوف" أنّ التهديد الذي يخلقه هذا التكتيك فعّال، وأنّهم سينتقمون من كل من يقرر إهانة الرياضيين الإسرائيليين. أمّا رئيس اتحاد الجودو الإسرائيليّ فقد قال: "لو اختاروا عدم اللعب معنا، سيواجهون المشاكل"، في تهديد واضح لكلّ من يقرر الالتزام بمناهضة التطبيع.

ويستغل نظام الابارتهايد الإسرائيليّ كل المجالات الممكنة، ومن ضمنها الرياضة، في محاولة تلميع جرائمه الممنهجة بحقّ بنات وأبناء الشعب الفلسطينيّ وتحسين صورته المتضررة حول العالم، خاصة بعد التحاق منظمتيّ "هيومن رايتس ووتش" و"بيتسيلم" بالمؤسسات الفلسطينية وخبراء حقوق الإنسان والمدافعين عنها في تصنيف النظام الإسرائيليّ على أنه نظام أبارتهايد مركّب يحرم ملايين الفلسطينيين، من ضمنهم اللاجئين، من حقوقهم الأساسية بحكم هويتهم الفلسطينية. فالاحتفاء المبالغ به بأي مشاركة رياضيّة إسرائيليّة، وعلى الأخص في بعض الدول العربية مثل الإمارات، خلال دوري الجودو العالميّ، وتصريحات وزيرة الشباب والثقافة الإسرائيلية في حينه "ميري ريجف" التي اعتبرت المشاركة الإسرائيلية "انجازاً ضخماً"، هو دليل بالغ على توظيف الرياضة لأغراض البروباغاندا الإسرائيليّة.

وبالنظر إلى مثال جنوب أفريقيا، فيمكن القول أنّ العزلة العالمية التي فرضت على نظام الأبارتهايد، ومن ضمنها العزلة الرياضيّة، التي كانت أبرز معالمها حرمان جنوب أفريقيا من المشاركة في الألعاب الأولمبية حتى عام 1992، كانت من أهم أشكال التضامن مع النضال لإسقاط نظام الأبارتهايد.

في مواجهة تواطؤ  المؤسسات والأجسام الدوليّة، المهيمن عليها من دول غربية، مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ وظلمها للرياضيين أصحاب المبادئ والرافضين للتطبيع مع عدوّنا الإسرائيليّ، لا بد من نشر وتصعيد المقاطعة الرياضية لإسرائيل ولكل من يمثلها في المحافل الدولية لنصل لمرحلة نستطيع فيها إرغام هذه الأجسام على طرد إسرائيل من عضويتها، كما طرد نظام الأبارتهايد الجنوب أفريقي من قبل.

كل التحية لفتحي وعمّار ولكلّ رياضي/ة اختار/ت فلسطين.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now