بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

حركة المقاطعة BDS: نصر على صون حقوق شعبنا ومقاومة النكبة المستمرة

إحياءً للذكرى الـ69 للنكبة الفلسطينية

"يحدث هذا.. يحدث هذا أحياناً، يحدث هذا الآن: أن تركب حصاناً في زنزانة وتسافر.

يحدث أن تسقط جدران الزنزانة، وتصير آفاقاً لا حدود لها."

-- محمود درويش

"يحدث هذا.. يحدث هذا أحياناً، يحدث هذا الآن: أن تركب حصاناً في زنزانة وتسافر.

يحدث أن تسقط جدران الزنزانة، وتصير آفاقاً لا حدود لها."

-- محمود درويش

 

فلسطين المحتلة، 15 أيار 2017 – إحياءً للذكرى التاسعة والستين للنكبة المستمرة، تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) أصحاب الضمائر حول العالم إلى تكثيف حملات المقاطعة لإنهاء علاقات التواطؤ الأكاديمية والثقافية والرياضية والعسكرية والاقتصادية مع نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي. وتعتبر هذه الوسيلة الأكثر فاعلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مساعينا لتحقيق حقوقنا الأصيلة والتي نصت عليها قرارات الأمم المتحدة، وأحد أبرز أشكال المقاومة الشعبية للنكبة المتواصلة والمتفاقمة.

يواصل النظام الإسرائيلي حالياً وبقسوة الاستراتيجية الثابتة الوحيدة في مشروع الاستعمار-الاستيطاني لفلسطين، أي استراتيجية النهب والاستعمار لأكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية متزامنة مع التطهير العرقي التدريجي لأكبر عدد من الفلسطينيين ممكن دون التعرض لأية عقوبات دولية.

وسيراً على خطى كافة الحكومات الإسرائيلية السابقة، تلتزم الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، أكثر الحكومات عنصرية في التاريخ الإسرائيلي، بكلمات القيادي الصهيوني زئيف جابوتنسكي، والذي كتب سنة 1923:

"تقاوم كافة الشعوب الأصلية في العالم المستعمرين طالما بقي لديها أمل في التمكن من التخلص من خطر الاستعمار. [...] على الاستعمار الصهيوني إما التوقف أو الاستمرار بصرف النظر عن السكان الأصليين. مما يعني أنه لا يمكن له أن يستمر ويتطور إلا بحماية من قوة مستقلة عن السكان الأصليين – خلف جدار حديدي لا يمكن للسكان الأصليين اختراقه".

وبعد مرور تسعة وستين عاماً على الاقتلاع والتهجير المنهجي والمتعمد لغالبية السكان الأصليين العرب الفلسطينيين من أرض فلسطين على أيدي العصابات الصهيونية، وبعدها الجيش الإسرائيلي، لم تنتهي النكبة بعد. حيث أن إسرائيل مصممة على إقامة "جدارها الحديدي" في عقول الفلسطينيين، وليس في أراضينا فحسب، وذلك من خلال التوسع في بناء المستعمرات والجدران الاسمنتية – وكلها منافية للقانون الدولي -- في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبـ"الإبادة الجماعية المتدرجة" المتمثلة في حصار ما يزيد على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وبإنكارها حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، وبقوانينها وسياساتها العنصرية ضد الفلسطينيين في أراضي العام 1948، وبالتطهير العرقي المتصاعد والعنيف في القدس وغور الأردن والنقب.  

ولا تخفي إسرائيل وحشيتها في محاولاتها القاسية واليائسة لكي عقولنا بأن المقاومة غير مجدية وبأن الأمل عقيم.

ولكن الإضراب الجماعي الحالي عن الطعام من قبل أكثر من ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية والدعم الذي حظي به على مستوى القاعدة الشعبية يمنحنا الأمل.

وإن الدعم المتزايد لحركة المقاطعة BDS في أوساط النقابات العمالية، بما في ذلك تبني اتحاد النقابات العمالية النرويجي – والذي يمثل أكثر من 910,000 عامل – "مقاطعة دولية اقتصادية وثقافية وأكاديمية لإسرائيل" مؤخراً لتحقيق حقوق الفلسطينيين الكاملة، يمنحنا الأمل.

وحقيقة عدم قبول أي من المرشحين الـ26 لجوائز الأوسكار في 2016 هدية ترويجية مقدمة من الحكومة الإسرائيلية تتمثل برحلة تصل قيمتها إلى $55,000 وعدم قبول ستة من أصل أحد عشر لاعباً في دوري كرة القدم الأمريكية (NFL) هدية مماثلة يمنحنا الأمل.

إن نجاح حركة المقاطعة في رفع تكلفة تواطؤ الشركات مع الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، حيث أجبرت شركات بحجم أورانج وفيوليا على إنهاء تواطؤها، ودفعت الشركة العالمية العملاقة G4S إلى البدء بالانسحاب من السوق الإسرائيلي، والتزام الكنائس والمجالس البلدية والآلاف حول العالم بمقاطعة شركة HP لتواطؤها العميق مع الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي يمنحنا، كما يمنح الكثير من حملات حقوق الإنسان حول العالم، أملا كبيرا.

وقرار بلدية برشلونة قبل أسابيع بإنهاء التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي، من خلال السير على خطى العشرات من المجالس المحلية في إسبانيا التي أعلنت أنها "مناطق حرة من العنصرية الإسرائيلية"، يمنحنا الأمل.

وإقدام بعض أكبر الكنائس في الولايات المتحدة، بما فيها الكنيسة الميثودية المتحدة والكنيسة المشيخية وكنيسة المسيح المتحدة، على سحب استثماراتها ن البنوك الإسرائيلية أو الشركات العالمية المتواطئة مع الاحتلال يمنحنا الأمل.

وانتشار حملات المقاطعة بفعالية عالية من جنوب إفريقيا إلى كوريا الجنوبية، ومن مصر إلى التشيلي، ومن المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، يمنحنا أملاً هائلاً.

والائتلافات عبر القطاعية المتنامية والتي تظهر في العديد من الدول، بحيث تعمل على إعادة ربط النضال من أجل حقوق شعبنا بمختلف النضالات الدولية للعدالة العرقية والاقتصادية والجنسية والمناخية، تعطينا أملا غير محدود.

قال د. مارتن لوثر كينغ في سنة 1968، أي بعد مرور عشرين عاماً على النكبة لكن في موضوع غير مرتبط بها، "لا يمكن أن تكون هنالك عدالة دون سلام، ولا يمكن أن يكون هنالك سلام دون عدالة." وبعد مرور سبعة عقود على النكبة، ورغم كل التحديات، استمر شعبنا بالتأكيد على حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير وفي العيش بسلام حقيقي، والذي يمكن تحقيقه فقط من خلال الحرية والعدالة والمساواة.

ولكن لأجل الوصول إلى هذا السلام العادل، ندرك أنه علينا الاحتفاظ بأملنا في حياة كريمة في ظل التزامنا غير المحدود بمقاومة الاضطهاد ومقاومة اللامبالاة، والأهم من ذلك، مقاومة "جدرانهم الحديدية" اليائسة.

وفي هذا السياق، أصبحت الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) ذات القيادة الفلسطينية في ظل نموها المبهر وأثرها الملحوظ، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مقاومتنا الشعبية وأكثر أشكال التضامن الدولي فعالية مع نضالنا لحقوقنا.

 

لن ينجح جدارهم الحديدي في حجب شمس الحرية التي لا بد لنا وأن تشرق بعملنا المثابر والواعي.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now