بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

رسالة فريق الخضر لمنتخب الأوروغواي لكرة القدم: لا تتدربوا حيث يتدرّب جنود الاحتلال لقتل الفلسطينيين.

نص رسالة فريق الخضر لمنتخب الأوروغواي لكرة القدم:

السيد "اجناسيو الونسو"، لاعبي منتخب الأوروغواي، السيدات والسادة في إدارة المنتخب،

نكتب لكم من فريق الخضر الشبابي لكرة القدم من فلسطين المحتلة. تنبع رسالتنا هذه من قلوب أثقلها الحزن، لكنّها أيضاً ملأى بالأمل والإصرار. ففريقنا في حداد على ثاني لاعب قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من فريقنا في أقل من شهرين.

نكتب وكلنا أمل أن تستجيبوا لندائنا بعدم قبول دعوة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي لاستضافة تدريباتكم السابقة لكأس العالم.

في 4 أبريل/نيسان من هذا العام قتل جنود الاحتلال مدافع فريقنا، محمد غنيم (19 عاماً). ولم يكن جرحنا على فقدانه قد التأم بعد عندما قتل الجنود لاعبنا الثاني، زيد غنيم، في 27 مايو/أيار. كان عمْر زيد حينها 14 عاماً، كان طفلاً. وقد أصاب جنود الاحتلال محمد وزيد برصاصات في الظهر خلال اقتحاماتهم لقريتنا، الخضر، قرب بيت لحم المحتلة. 

كل زملائنا في الفريق، كما ملايين الفلسطينيين، يكبرون - لو حظوا بفرصة لأن يكبروا - تحت نار القمع والاضطهاد الإسرائيلي. فحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، ومنذ بداية هذا العام فقط، قتلت قوات الاحتلال 13 طفلاً فلسطينياً.

ما يحزننا حقاً هو أن ما يمر به فريقنا لا يعتبر أمراً فريداً. فأكاديمية نجوم كرة القدم أيضاً فقدت لاعبها ثائر اليازوري (18 عاماً)، الذي أنهت قوات الاحتلال حياته مبكراً قرب مستعمرة (بساجوت) الإسرائيلية قبل أسبوعين. أما فريق بلاطة لكرة القدم، فقد خسر لاعبه الواعد سعيد عودة (16 عاماً) السنة الماضية. حلم سعيد بلعب كرة القدم ضمن صفوف المنتخب الوطني الفلسطيني قبل أن يقتل جنود الاحتلال الإسرائيليّ ذلك الحلم. 

كفلسطينيين، لا نملك حتى رفاهية الحداد دون القلق من قمع منظومة الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلية لنا في جنازات شهدائنا. وقد ثار غضب الكثيرين حول العالم من مشهد اعتداء قوات الاحتلال على نعش وجنازة الشهيدة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والذي أدانته قيادات كاثوليكية ومسيحية أخرى في فلسطين. وقد قتلت قوات الاحتلال الصحفية شيرين في نفس يوم استشهاد ثائر. 

وبينما نقدّر مشاعر الغضب هذه في ظلّ تجاهل العالم للجرائم الإسرائيلية المتزايدة بحق شعبنا الفلسطينيّ، لكننا بحاجة إلى أكثر من الغضب. نحن بحاجة لجهودكم في الضغط من أجل تحقيق العدالة ومحاسبة منظومة الاستعمار والأبارتهايد على جرائمها. نحتاج لأن تمتنع الفرق المشهورة عالمياً مثل منتخب الأوروغواي عن منح الأبارتهايد الإسرائيلي فرصاً ذهبية للتغطية على جرائمه. 

فبتقديمها لعرض استضافة تدريباتكم ما قبل مباريات كأس العالم، تسعى منظومة الاستعمار لتوفير الغطاء الدولي الذي تحتاجه لمواصلة تدريب جنودها على قتل وإعاقة الشباب الفلسطينيّين، ومن ضمنهم لاعبي كرة القدم. 

لا يمكننا ولن نرضى أبداً أن نقف صامتين أمام كل هذا. كان زميلنا محمد في قلوبنا عندما رفعنا صوتنا عالياً ضد عقد المباراة الودّية بين منتخب الأرجنتين ومنتخب العدوّ الإسرائيلي. ورفعت أخبار إلغاء المباراة معنوياتنا في الفريق ومعنويات كافة بلدة الخضر.

اليوم، ونحن نحمل زيد ومحمد في قلوبنا، نحثكم على تنظيم تدريباتكم في مكان آخر. بهذا تساعدوننا على منع منظومة الاستعمار والأبارتهايد من الاستمرار في قتل حياة وأحلام لاعبي كرة القدم الفلسطينيين الشباب. 

لا بد وأن يحصل فريقكم على عروض أخرى لاستضافة تدريبات كأس العالم. ونحثّكم على قبول واحدة من تلك العروض والوقوف معنا في نضالنا لفرض العزلة على نظام الأبارتهايد حتى انتزاع حقوقنا الأساسية، تماماً كما حدث خلال فترة حكم نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. 

وفي خضمّ التضامن غير المسبوق الذي تلقاه القضية الفلسطينية من أعداد كبيرة من لاعبي كرة القدم، والفرق الرياضية والرياضيين حول العالم، الذين قرروا رفض المشاركة في تلميع الجرائم الاسرائيلية، نؤكد لكم أنكم لن تكونوا وحدكم إذا تراجعتم. 

وفاء لزملائنا وانطلاقاً من حبنا للعبة كرة القدم، ندعوكم لمشاركتنا في النضال ضد ما أسمته منظمة العفو الدولية القتل "الممنهج وغير القانوني والتعسفي" للفلسطينيين، ومعاملتهم كـ"مجموعة عرقية أدنى". 

لا تتدربوا حيث يتدرب جنود الاحتلال على قتلنا. لا تقبلوا دعوة الأبارتهايد الإسرائيلي استضافة تدريباتكم لكأس العالم. 


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now