بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

تحية فلسطينية للمواقف التونسية المناهضة للتطبيع الرياضي

نحيي المواقف الرسمية والشعبية التي توالت مؤخراً على إثر إصرار رئيسة الجامعة التونسية للتنس على مشاركة فريقها في فعاليات كأس العالم للسيدات في هلسنكي- فنلندا في الفترة الواقعة ما بين 2-8 شباط/فبراير 2020، على الرغم من علمها المسبق بأن القرعة قد وضعته في نفس مجموعة المنتخب الممثل لنظام الاستعمار الإسرائيلي.

فلسطين المحتلة، 11 شباط/فبراير 2020 -- تحيي الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) مواقف المجتمع المدني التونسيّ، وعلى رأسها موقف الاتحاد العام التونسي للشغل، والحملات الشعبية لمقاطعة إسرائيل، وموقف الرئيس التونسي ضد التطبيع مع إسرائيل. ونحيي المواقف الشعبية والرسمية التي توالت مؤخراً على إثر إصرار رئيسة الجامعة التونسية للتنس على مشاركة فريقها في فعاليات كأس العالم للسيدات في هلسنكي- فنلندا في الفترة الواقعة ما بين 2-8 شباط/فبراير 2020، على الرغم من علمها المسبق بأن القرعة قد وضعته في نفس مجموعة المنتخب الممثل لنظام الاستعمار الإسرائيلي. وقد طالبت أصوات عديدة بضرورة فتح تحقيق بخصوص هذه الحادثة، بل وذهبت إلى حد المطالبة بسن قوانين تجرّم التطبيع.

ما زالت بعض الأنظمة العربية وبعض المؤسسات الرسمية العربية تصرّ على الوقوف ضد رغبات شعوبها وفي صفّ التطبيع المخزي مع نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصريّ الاسرائيلي، في الوقت الذي تعبّر فيه أغلب الشعوب العربية الشقيقة عن اصطفافها الحقيقيّ والفعليّ مع الشعب الفلسطيني ورفضها للتطبيع. في هذا السياق، رفضت الغالبية الشعبية في المنطقة العربية بشكل مبدئي ما سمي بـ"صفقة القرن" الإسرائيلية-الأمريكية وتداعياتها وآثارها على قضية الشعب الفلسطينيّ، وخرجت مظاهرات شعبية كبيرة تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية في تونس والمغرب واليمن والأردن وغيرها من الدول العربية الشقيقة.

تؤكد الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع المدني الفلسطينيّ وقيادة حركة المقاطعة (BDS)، على خطورة توظيف الرياضة كمدخل للتطبيع الرسميّ والشعبيّ، وعلى ضرورة التصدي لكافة محاولات دولة الاحتلال في استغلال الرياضة والفن والثقافة في سبيل تلميع جرائمها المستمرة والمتزايدة ضد حقوق الشعب الفلسطينيّ وفرض نفسها كدولة طبيعية في المنطقة.

أظهرت المساعي الضاربة إلى عزل نظام الاستعمار والفصل العنصريّ الإسرائيلي نجاعتها على مدار السنوات الماضية. ولا يحقّ لأي جسم دوليّ رياضيّ كان أو ثقافيّ أو أكاديميّ أن يسلب الشعوب العربية من حقها في هذا النوع من المقاومة السلمية في سبيل الحقوق المسلوبة والتي استُخدِمت بنجاعة من قبل الغالبية السوداء التي هزمت نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) البائد في جنوب أفريقيا. وتكفي تصريحات وزيرة الشباب والرياضة في دولة الاحتلال التي قالت أنّ "إسرائيل انتصرت رغم محاولتهم وضع رياضيينا في الظلام، والآن علَمُنا يرفرف من على كل منصة رياضية، بما في ذلك في أبو ظبي"، لتؤكد على أنّه لا يمكن فصل الرياضة عن السياسة ولا  عن الصراع العربي الإسرائيلي المستمر. وكون فلسطين جزءاً أصيلاً من الوطن العربيّ، ولا تزال القضية الفلسطينية القضية المركزية في أذهان شعوبها، فإنه لمن الطبيعيّ أن تتخذ الدول العربية والصديقة مواقفاً سياسية مساندة بهدف الضغط على دولة الاحتلال حتى ترفع الأخيرة حصارها عن الفلسطينيين أينما وجدوا، وعن الرياضيين الفلسطينيين تحديداً الذين يحرمون من حرية الحركة ومن تمثيل فلسطين بشكل منتظم، كما يمنع اللاعبون/ات الفلسطينيون/ات في غزة المحاصرة من الوصول إلى الضفة والعكس صحيح، بالإضافة إلى منع الرياضيين في أوساط اللاجئين الفلسطينيين من دخول وطنهم واللعب فيه.

وعلى الرغم من اتخاذ دول كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا لمواقف مماثلة ضد فرق دول معينّة تعتبرها معادية، تمثلت بحرمان بعض ممثلي تلك الدول من دخول أراضيها للتنافس في مباريات دولية، إلا أنها لم تلقَ التهديدات التي تلقتها الدول العربية والاسلامية عند اتخاذها مواقف أخلاقية في مواجهة التطبيع الرياضي مع إسرائيل. ونذكّر هنا أن هذه العقوبات والتهديدات لا يمكنها أبداً كسر إرادة الشعوب، وأبلغ مثال على ذلك هو ما أكّد عليه رئيس الوزراء الماليزي، تعليقاً على تهديدات سحب حق الاستضافة من ماليزيا عقب رفضها منح تأشيرات الدخول لممثلي دولة الاحتلال في بطولة دوليّة للسباحة، قائلاً: "يمكنها فعل ذلك". وقد لاقى هذا الموقف ترحيباً واسعاً في الأوساط الفلسطينية والعربية على حد سواء واعتبر الموقف الأخلاقي الصحيح في وجه منظومة العدوّ.

ختاماً، تؤكد الحملة على أخلاقية المواقف التونسية الرافضة للتطبيع الرياضي والتطبيع بكافة أشكاله، وتضم صوتها لصوت الجماهير التونسية المطالبة بمساءلة المسؤولين المنخرطين في التطبيع، وللموقف الشعبي التونسي الذي طالب جامعة التنس بالتراجع عن موقفها ورفض اللعب مقابل ممثلي دولة الاحتلال مهما كان الثمن.

 

الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)


 

انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now