بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

انسحابات متتالية من مؤتمر ريادة الأعمال في البحرين ومجموعات المقاطعة العربية تطالب بقية المشاركين بالانسحاب الفوري

لا نسعى لعزل أنفسنا عن المحافل الدولية، إلا أنّ هذا المؤتمر، وكونه يُعقد في دولة عربيةٍ ويستضيف ممثلين عن دولة العدو الإسرائيلي، فهو نشاطٌ تطبيعيٌ مخجّل ويجب التصدي له، كونه يعبّد الطريق أمام منظومة الاحتلال الاستعمارية، ومجرميها، لعرض النموذج الريادي الاستعماري على أنّه نموذج ناجح يصفق له العرب ويتم الاحتفاء به دوليّاً.

فلسطين المحتلة، 11 نيسان/أبريل 2019--  نرحّب بالمواقف المشرّفة والمتتالية للمنسحبين/ات العرب من المؤتمر العالمي لريادة الأعمال في البحرين، رفضاً للتطبيع بسبب مشاركة شخصيّات ممثّلة عن نظام الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي وشركاته المتورّطة في الانتهاكات المستمرّة بحق الشعب الفلسطيني في المؤتمر. فقد انسحب الفريق الكويتيّ بالكامل، فضلاً عن انسحابَين من لبنان، بفضل جهود الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع، وحركة مقاطعة الاحتلال في الكويت (BDS الكويت)، والحملة اللبنانيّة لمقاطعة داعمي "إسرائيل". كما ندعو كافة المشاركين العرب أن يحذو حذو زملائهم والانسحاب، فوراً، من هذا المؤتمر التطبيعيّ.

ويسجّل برنامج المؤتمر، والذي ستنطلق فعالياته في منتصف الشهر الجاري، وتستمرّ حتى 18 نيسان/أبريل، وتنظّمه مؤسسة "تمكين" شبه الحكومية، 30 مشاركةً على الأقل ممثلةً عن دولة الاحتلال، بينهم وزير الاقتصاد الإسرائيلي "إيلي كوهين"، ونائبة رئيس "هيئة الابتكار الإسرائيلية"، وممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية في حكومة الاحتلال، وهيئة التصدير الإسرائيلي، فضلاً عن مشاركة عدد من المؤسسات "الرياديّة" الإسرائيلية. وتُدرج وزارة الاقتصاد والصناعة في حكومة الاحتلال "زيادة التعاون والنشاط  والاتجار الاقتصادي مع دول المنطقة لاستخلاص المميزات النسبية في كل دولة" ضمن المواضيع المركزيّة التي تقف على رأس سلم الأولويات للوزارة الصهيونية.

وانطلقت مناشداتٌ بحرينيةٌ وخليجيةٌ وعربيةٌ من مختلف شركاء حركة المقاطعة (BDS) والمجموعات الفاعلة في الوطن العربي لمطالبة المشاركين/ات والمتحدثين/ات العرب بالانسحاب من هذا المؤتمر بشكلٍ فوريٍّ، كون هذه المشاركة تتنافى بشكلٍ صارخٍ مع المواقف العربية الرافضة للتطبيع، بكافة أشكاله، فضلاً عن خطورة ما تضفيه المشاركات العربيّة المثيلة من شرعنة لمنظومة العدو الإسرائيلي، بممثليه ومؤسساته وداعميه، ومحاولاته تلميع صورته.

ويفتتح المؤتمر، والذي يعرّفه منظموه على أنه يهدف لجمع البرامج والمبادرات العالمية على منصّة واحدة، فعالياته بجلسةٍ وزاريّةٍ يحضرها ممثلون عن كلٍ من عُمان والعراق والبحرين والسودان والإمارات، بحضور الوزير الإسرائيلي كوهين. بينما انسحب وزير التجارة والصناعة الكويتيّ، خالد الروضان، فور علمه بمشاركة ممثلين عن الاحتلال واعتذر عن الحضور رفضاً للتطبيع، الذي لطالما تصدت له الكويت بجرأة على منصات عالمية.

وأطلقت "المبادرة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدوّ الصهيوني في البحرين" عريضةً لرفض المشاركة الصهيونية في المؤتمر، تبعها تغريد ومشاركة تحت وسم (البحرين ترفض التطبيع)، فضلاً عن تضافر جهود المبادرة البحرينية لمقاومة التطبيع وحركة مقاطعة الاحتلال في الكويت، والحملة اللبنانية لمقاطعة داعمي إسرائيل،  وحركة مقاطعة الاحتلال (عُمان)، والمجموعات الفاعلة في مقاومة التطبيع، لثني الأسماء العربيّة التي سجّلت مشاركاتٍ أو حضور في المؤتمر عن المشاركة ودفعها للانسحاب.

إنّ الجهود الريادية الإسرائيلية التي يتمّ الاحتفاء بها في مؤتمر الريادة والأعمال هذا هي الجهود ذاتها التي تساهم في إدامة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني وتطوير أدواته المتنوعة، منها المشاركة في هذا المؤتمر الذي يساهم في تلميع صورة هذا النظام وتصدير تجربته العنصرية والاستعمارية عالمياً. إنّ حضور هذا المؤتمر هو تجاوزٌ أخلاقيٌ ووطنيٌّ فجٌّ في تطبيعٌ العلاقات مع مواطني دولة الاحتلال، وإنّ تبادل الخبرات الريادية لا يكون حتماً مع من تلطّخت أيديهم بدماء الشعب الفلسطيني والشعوب العربيّة.

لا نسعى لعزل أنفسنا عن المحافل الدولية، إلا أنّ هذا المؤتمر، وكونه يُعقد في دولة عربيةٍ ويستضيف ممثلين عن دولة العدو الإسرائيلي، فهو نشاطٌ تطبيعيٌ مخجّل ويجب التصدي له، كونه يعبّد الطريق أمام منظومة الاحتلال الاستعمارية، ومجرميها، لعرض النموذج الريادي الاستعماري على أنّه نموذج ناجح يصفق له العرب ويتم الاحتفاء به دوليّاً. إنّ تصدّينا لهذا المؤتمر اليوم، ولا سيّما في المرحلة المترهلة التي نشهدها من تطبيع رسمي وغير رسمي غير مسبوق في فلسطين والوطن العربي، بات واجباً أخلاقياً ووطنياً.

وقد أثار المؤتمر حفيظة واستنكار أعضاء البرلمان البحرينيّ، حيث شدّد البرلمان في بيان رسميّ له على أن نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني الشقيق ستظلّ من أولويات الشعب البحريني. وقالت رئيسة البرلمان، فوزية زينل، في ردٍّ على أحد أعضاء البرلمان الغاضبين من المؤتمر: "نحن جميعاً في مملكة البحرين، قيادةً وشعباً، مع موقفكم ضد التطبيع جملةً وتفصيلاً". 
 

وبناءً على ما ذكر، ندعو، نحن المجموعات الموقّعة أدناه:

1)      إلى الضغط الشعبيّ على حكومة البحرين لإلغاء المؤتمر أو الامتناع عن إصدار تأشيرات دخول للوفد الإسرائيلي ومنع دخولهم البحرين في حال وصولهم.

2)      البرلمان البحريني إلى إصدار تشريع يمنع ويجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني، والذي سبق وقدّمته الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع إلى لجنة مناصرة فلسطين في مجلس النواب.

3)      الممثلين الحكوميين العرب المشاركين في الجلسة الوزارية الافتتاحية للمؤتمر لحذو حذو الموقف الرسمي الكويتي، والامتثال للمطالب الشعبية والبرلمان البحريني، والانسحاب فوراً من الجلسة الوزارية.

4)      بقية المشاركين/ات العرب في هذا المؤتمر للامتثال للمواقف الكويتية والبحرينية واللبنانية المشرّفة والانسحاب فوراً من المؤتمر تلبيةً للإرادة الشعبية المناهضة لكافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيونيّ ورفضاً لتشويه هذه المواقف وتوفير ورق توت للاستعمار الإسرائيلي المجرم.

5)      الوفد الفلسطيني، بمشاركة كل من صلاح العملة ونادية سباعنة، حتى اللحظة وقد يتضمن آخرين، للانسحاب فوراً والامتثال للإرادة الشعبية الفلسطينية والعربية المنادية برفض كلّ أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني. أيعقل أن تتتالى الانسحابات العربيّة من هذا المؤتمر بينما يشارك فيه وفد فلسطيني؟

برغم تطبيع بعض الأنظمة الاستبدادية العربيّة، وتماهيها دون أقنعة مع المخطط الصهيوني الأمريكي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ورغم أبواق إعلامها المهيمن والمُغرض، ستبقي شعوب المنطقة العربية شعلة عالية في النضال ضد الاستعمار الصهيوني وضد التطبيع معه، بموازاة شعلة نضالاتها من أجل العدالة الاجتماعية-الاقتصادية والحقوق والحريات والكرامة. ومن هنا نجدّد تحيّتنا وتقديرنا للمنسحبين/ات، ولكافة الشعوب العربية الثابتة على دعمها للقضية الفلسطينية والتصدّي لكافة أشكال التطبيع والمستمرة.

الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع
حركة مقاطعة الاحتلال في الكويت (الكويت BDS)
حركة مقاطعة الاحتلال  في عُمان (عُمان BDS)
حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان
الأردن تقاطع (BDS الأردن)
الحملة الشعبية المصريّة لمقاطعة إسرائيل (BDS مصر)
سعوديون ضدّ التطبيع
حركة المقاطعة في المغرب (BDS Morocco)
الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (MACBI)
الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (TACBI)
اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، القيادة الفلسطينية لحركة المقاطعة (BDS)

 

---

[1] قائمة المتحدثين في المؤتمر: http://www.gec.co/speakers/
[2] قائمة المندوبين في المؤتمر: https://t.co/ZcRa2X9irF
[3] مطالبة (حركة مقاطعة الاحتلال في عُمان) المشاركات العمانية للانسحاب: رابط
[4] مطالبة (BDS الكويت) المشاركات الكويتية للانسحاب: رابط
[5] مطالبة (حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" - لبنان) المشاركات اللبنانية للانسحاب: رابط، رابط
[6] مطالبة (الحملة التونسية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل) المشاركات للانسحاب: رابط


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now